انطلقت اليوم قمة العرب للطيران 2016 التي تعد الحدث الأبرز في قطاع الطيران والسياحة بالمنطقة، وتقام فعالياتها في المملكة على مدار يومين تحت عنوان تواصل الثقافات وتحفيز الاقتصادات .
وتهدف القمة إلى تسليط الضوء على ترابط الأدوار، التي يلعبها قطاعا الطيران والسياحة ومساهمة ذلك في تحقيق تنمية اقتصادية أكبر في المنطقة، وتركز على التوجهات والرؤى الواسعة والفرص المتاحة لدفع عجلة النمو والتطور في قطاع الطيران والسياحة في العالم العربي.
وقالت وزيرة السياحة والاثار لينا عناب في كلمة افتتحت بها القمة ان صناعة السياحة والطيران تعتبر من اهم الصناعات لكل دولة ولها مساهمة كبيرة في تعزيز الاقتصاد.
وبينت ان استضافة المملكة لأعمال الدورة السادسة لــ "قمة العرب للطيران 2016" تمثل تأكيداً جديداً على التزام الأردن بتعزيز القطاع السياحي في الوطن العربي وفي الإقليم، آملين بأن تكون مناخا مناسبا للحوار وتبادل الأفكار حيال جدول أعمالها المهم، ليخرج عنه قرارات حاسمة تتسق والأهمية المتزايدة لوجود شراكة وثيقة وفاعلة ومستدامة بين قطاعي الطيران والسياحة في العالم العربي.
واشارت عناب الى ان العلاقة بين الطيران والسياحة علاقة متكاملة، شكّلت في نتائجها تأسيساً حقيقيا للشراكة بين قطاعات الاقتصاد المختلفة، وبقي الطيران بوصفه وسيلة النقل الأساسي بين الدول، عنصرا فاعلا ومهما من عناصر نجاح القطاع السياحي أينما كان، وبات يشكل قيمة أساسية مضافة للمنتج السياحي، ومدخلا من مداخل التنمية التي يوفرها القطاع السياحي، ويسهم بصورة أساسية بتنفيذ المبادئ التي قامت عليها هذه المبادرة في السعي نحو تحسين حالة السفر العربي والسياحة من خلال تسهيل حوار بناء من أجل التعاون بين القطاعين العام والخاص.
وقالت ان الاردن ينظر لهذا النشاط الاقتصادي السياحي، كونه يعزز الجهود الترويجية التي نبذلها للتسويق للمنتج السياحي الأردني، مثلما يمثّل تعزيزا لجهود الحكومة الأردنية في تشجيع السياحة البينية العربية والاقليمية، وصولا الى تنمية اقتصادية وثقافية شاملة.
من جهته بين رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهد آل فهيد ان قطاع السياحة والسفر يعد من اهم القطاعات التي تساعد على التوظيف والحد من البطالة ويدعم هذا القطاع عالميا بشكل مباشر ما يقارب من 108 ملايين وظيفة حتى عام 2015 واما الدعم غير المباشر للتوظيف فيتمثل فيما يقارب 277 مليون شخص يستفيد من قطاع السياحة اي وظيفة من كل 11 وظيفة في العالم .
واضاف، ان القطاع السياحي في الدول العربية يساهم في توظيف ما يقارب 10 ملايين شخص بكل مباشر وبنسبة 12 بالمئة من اجمالي الوظائف في الدول العربية، اما حجم الاستثمارات للقطاع السياحي بالدول العربية فمن المتوقع ان يصل بنهاية عام 2020 الى 323 مليار دولار .
واشار الى ان المنظمة ستسعى خلال الفترة القادمة الى تنفيذ عدة برامج من شأنها دعم وتطوير مجال السياحة العلاجية خاصة مع الدول العربية التي تتميز بهذه الصناعة الكبرى مثل الاردن والتي لديها كل الامكانيات المتاحة للاستفادة من هذا المجال الخصب وخاصة منطقة البحر الميت، مشيرا الى ان حجم انفاق الدول العربية على السياحة العلاجية في الخارج يبلغ 27 مليار دولار سنويا ويجب ان تحظى المنطقة العربية منه بما يعادل 35 بالمئة لما لديها من مقدرات.
واشار الى ان حوالي 196 مليون راكب تنقلوا عام 2015 مستخدمين رحلات جوية محلية ودولية خلال شركات نقل جوى مسجلة في بلدان عربية، اما عالميا فقد وصل العدد الى حوالي 1ر3 مليار راكب انتقلوا عبر النقل الجوي الذي يوفر عالميا حوالي 63 مليون ويحقق دخلا يقدر بحوالي 7ر2 تريليون دولار بشكل مباشر وغير مباشر .
واكد ان السياحة صناعة كبيرة ومورد اقتصادي مهم، مشيرا الى انه جاب العالم خلال العام 2015 اكثر من مليار ومائة مليون سائح ولم تستقطب المنطقة العربية سوى 72 مليون منهم، اما السياحة البينية العربية فقد وصلت الى 45 بالمئة قبل الظروف الراهنة ثم تراجعت الى 30 بالمئة ما كبدها خسائر وصلت الى اكثر من 40 مليار دولار.
واشار الى ان اخر دراسة قامت بها المنظمة اوضحت أن السائح العربي اكثر إنفاقا حيث يبلغ متوسط انفاقه على رحلة 5 ايام ما لا يقل عن 4500 دولار متجاوزا ما ينفقه السائح الاجنبي الذي غالبا ما يكون ضمن مجموعات حيث يبلغ انفاقه لرحلة بنفس المدة بمبلغ لا يتعدى 300 دولار ومن هنا يظهر الفارق ومدى اهمية تنمية السياحة البينية العربية وتطويرها.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "العربية للطيران"، عادل العلي، ان الاردن استطاع تحقيق التغيير الايجابي فيما يتعلق بصناعة الطيران، من خلال القدرة التي اثبتها في جذب العديد من شركات الطيران لتصبح اجواؤه مفتوحة مقارنة بالسنوات السابقة التي كانت فيه المملكة اجواءه مغلقة.
وبين انه اصبح في الاردن العديد من شركات الطيران التي تخلق جوا من المنافسة بينها، وهو ما يؤدي الى سعى كل شركة لتقديم افضل ما لديها من خدمات لتبقى في الصدارة.
واوضح العلي ان قطاع الطيران ما يزال يساهم بشكل كبير في اقتصادات الدول العربية ومسيرتها التنموية، ومع مرور الوقت تزداد أهمية وجود علاقات وثيقة ومتبادلة بين قطاعي الطيران والسياحة.
وأكد اهمية القمة، حيث ستساهم باستكشاف الفرص والفوائد المتبادلة التي سيتيحها تعزيز الشراكات بين قطاعي الطيران والسياحة، ما يساهم بشكل فاعل في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، بهدف تطوير وتشجيع الحركة السياحية بين الدول العربية.
وتركز القمة هذا العام في دورتها السادسة على عدد من القضايا كاستثمار الإمكانات غير المطروقة في قطاعي الطيران والسياحة في العالم العربي، وسبل تطوير هذين القطاعين في ظل التحديات السياسيّة والاقتصاديّة الراهنة في المنطقة، فضلاً عن استعراض التجربة الاردنية وتسليط الضوء على إنجازات المملكة في قطاع السياحة والسفر.
يُذكر أن "قمة العرب للطيران" توصف بأنها "المنصة الناطقة بقضايا القطاع"، التي يتم تنظيمها سنوياً لتسليط الضوء على التوجهات والرؤى الواسعة والفرص المتاحة لدفع عجلة النمو والتطور في قطاع الطيران والسياحة في العالم العربي.