تشتهر محافظة السويداء بغناها بالعديد من الخرب الأثرية المهمة المنتشرة في مواقع مختلفة من المحافظة ومن أبرزها خرب الأمباشي أو الأنباشي والهبارية والدبب التي تقع شرقي مدينة شهبا التاريخية وخربة طفحة إلى الجنوب الشرقي من شهبا وخربة أم عويني الأثرية الواقعة إلى الجنوب من قرية خازمة بالسويداء بالإضافة إلى الخرب الأثرية المحيطة ببلدة الغارية مثل شبيح وخريب ونديبة.
وتعد خربة “البجعة ” الأثرية الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء شاهدا حيا على حضارة سورية موغلة بالقدم وأحد مواقع السياحة البيئية الواعدة في محافظة السويداء.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء نشأت كيوان إلى أن “خربة البجعة تتميز بارتفاعها عن سطح البحر وهوائها العليل وأوابدها الأثرية التي تشكل جزءا من آثار جنوب سورية الضاربة جذورها في عمق التاريخ”.
ويبين كيوان أن خربة البجعة عبارة عن منطقة أثرية تضم بقايا قصور قديمة بينها أربعة قصور تعود للفترة الرومانية وبقايا منازل أثرية مبنية من الحجارة البازلتية المشذبة بشكل مصقول وجميل والتي تعلوها موازين السقف المحمول على أعمدة حجرية وإلى الجنوب منها بقايا لبرج ومدافن دائرية بالإضافة إلى بركة أثرية ما زالت بحالة جيدة حتى يومنا هذا وتستعمل حاليا من قبل سكان الخربة البالغ عددهم نحو100نسمة.
ويلفت كيوان إلى أن دائرة آثار السويداء أنهت خلال السنوات الماضية عملية رفع حدود الخربة الأثرية بالتعاون مع مديرية الخدمات الفنية وجرى حصر العقارات التي تحتوى على معالم أثرية مهمة وتحديد الشروط الواجبة للبناء وتقسيم المنطقة إلى شرائح بحيث يمنع البناء وشق الطرق والزراعة في العقارات الواقعة ضمن شريحة اللون الأحمر في خريطة البجعة الأثرية أو هدم المباني القديمة الواقعة ضمنها لكونها تحتوى على آثار فيما تم السماح بالبناء ضمن شروط الحماية في الشريحة الزرقاء التي لا تحتوي آثارا على أن يتم إكساء كل الواجهات الخارجية بالحجر البازلتي المطابق لشروط ومواصفات الحجر القديم في الشكل والأبعاد.
وتشكل خربة البجعة امتدادا لقرية مفعلة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء بنحو 9 كيلومترات وتعد من القرى الجميلة لطبيعتها الساحرة وموقعها الجميل حيث يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو 4141 مترا وتتربع على سفوح أربعة تلال تكسوها أشجار السنديان والكرمة وتضم بقايا مبان متهدمة وأبراج حراسة ومراقبة وعددا كبيرا من الأبراج وبقايا قلعة أثرية.