تعتبر منطقة "بوحنيفية" التابعة إلى محافظة معسكر تبعد 400 كم عن العاصمة، احدى أشهر المناطق السياحية في الجزائر، تزخر بحمامات معدنية ومنابع يقصدها الكثير من الجزائريين والسياح الأجانب، حيث تصل درجة حرارة حماماتها المعدنية مستويات قياسية تبلغ أحيانا 96 درجة مئوية وتتجاوز أوعيتها 6500 لتر في الدقيقة الواحدة.
وتكثر في منطقة " بوحنيفية " الينابيع والعيون الطبيعية التي تنتشر بكثرة في المنطقة، وحولها هذا الأمر إلى أهم وأكبر الأقطاب المعدنية في الجزائر، وحسب الإحصائيات التي كشف عنها مدير السياحة في محافظة معسكر غرب الجزائر، تستقبل هذه المنطقة سنويا وخاصة وفي موسم الربيعة أكثر من 150 ألف سائحا جزائريا وأجنبيا بغرض التداوي والاستجمام، ومن أشهر منابعها العليا والسفلى " منابع الجسور " ومنابع سيدي عبد الله أو ما يطلق عليها بالعيون المالحة، تمتاز بمذاق ملح مما والتي توجد على بعد 500م جنوب المدينة وتصل حرارة مياهها إلى 20 مئوية.
وارتبط مسار هذه المنطقة تاريخيا بكفاح الأمير عبد القادر الجزائري "1807-1883م"، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي أبهر الفرنسيين وأنهى حربا طائفية بالشام، كما عقد الأمير مصالحة تاريخية بين المسلمين والمسيحيين هناك، وكان الرومان أول من استغلوا هذه الثروة الحموية للمدينة حيث بنو مدينتهم أكواسيرانس والتي هي اليوم عبارة عن أطلال، وتعتبر المياه المعدنية لبوحنيفية غنية بغاز الكربون وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع أولها مياه معدنية إشعاعية كربونية كلسية ، معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 63 و 70 ومياه عدنية إشعاعية كربونية كلسية ، معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 45 و 52 درجة ومياه معدنية كلور مكبرتة سودية منغنيزية بدرجة حرارة 20 درجة.
وتتميز هذه المياه بخاصية علاج أمراض المفاصل باختلافها و أمراض الجهاز التناسلي وأمراض الجهاز الهضمي ومشاكل صحية أخرى مثل البدانة ، الأمراض الجلدية، الأمراض العصبية.