تشتهر قرية “العفينة” الواقعة فوق أرض صخرية الى الجنوب من مدينة السويداء بجمال طبيعتها وبساتينها وكرومها الخضراء وينابيعها وعيون الماء التي تفيض بالعطاء وأشهرها “نبع غسان وعين التورية وعين العوزية وعين المتسلفة والعين الشرقية” ما يجعل منها منطقة مهمة للسياحة الشعبية ومقصدا للارتياد الشعبي.
ويشرف على القرية التى ترتفع عن سطح البحر بنحو1127 مترا مجموعة من التلال من جهة الغرب من بينها تل السرحين وتل الحجر وتل الخلات فيما يمر من القرية من الشرق الى الغرب قناة الغسانية.
ويشير الباحث فى آثار المنطقة حسين زين الدين الى أن إعمار القرية يعود الى مختلف العصور وهي تعد من القرى النبطية وعثر فيها على كتابات يونانية قديمة وتنتشر فيها أيضا بقايا مبان متهدمة توضعت فى الجهة الجنوبية منها وتعود الى عهود غابرة تحكي قصة حضارات تعاقبت على المنطقة وتركت آثارها في كل ركن من أركانها.
ويذكر زين الدين أن الحاكم الروماني على سورية كورنيلوس بالما مد أقنية الري من الينابيع الى الحقول لريها في كل من قنوات والسويداء ورساس والعفينة وذلك عند مطلع القرن الثاني الميلادي.
وقال “ان البعثة السورية الفرنسية المشتركة في منطقتىي القريا وبصرى أجرت عدة دراسات أثرية في المنطقة ومنها نظام الري في العصور القديمة حيث ركزت بأعمالها في دراسة القناة الأثرية التي تجر مياه ينابيع تل القينه الذي يحوي على خزانات مبنية قديما لتصل الى بصرى لتزود سكانها بالمياه”.
ويعمل معظم سكان “العفينة” البالغ عددهم نحو 3000 نسمة بالزراعة وخاصة المحاصيل الحقلية كالحبوب وبعض الأشجار المثمرة كالتفاح والعنب والكرز بالإضافة لأشجار الفستق الحلبي التى كثرت زراعتها خلال السنوات الماضية حيث حصل أحد مزارعيها على الجائزة الاولى على مستوى المحافظة في زراعة وإنتاج الفستق الحلبي فيما يعمل قسم آخر من سكانها في تربية الماعز والأغنام والأبقار.
يشار الى أن “العفينة” تبعد عن مدينة السويداء جنوبا بنحو 10 كيلومترات ويحدها من الشمال قريتي رساس وسهوة بلاطة ومن الشرق حبران ومن الغرب المجيمر ومن الجنوب بلدة القريا التي تبعد عنها بنحو ستة كيلومترات.