يأخذك جسر كابيلانو المعلق إلى جو من الصفاء داخل الغابات المطيرة الواقعة على الساحل الغربي لكندا، حيث يعبر فوق واحد من أهم مصادر المياه العذبة الصالحة للشرب في مدينة فانكوفر، وهو نهر كابيلانو الواقع شمال المدينة بولاية بريتيش كولومبيا .
يرتفع جسر كابيلانو المعلق ن نهر كابيلانو 70 متراً بطول 136 متراً، ويجذب إليه 800 ألف سائح سنوياً. ويعود تاريخ بناء الجسر إلى سنة 1889م؛ حينما بناه المهندس الأسكتلندي جورج جرانت مكاي والذي كان مسئولاً عن حديقة فانكوفر، وكان مصنوعاً حينها من خشب الأرز المأخوذ من سفينة قديمة، وبعد 15 سنة تم تجديده وتقويته، وأعيد بناءه بالكامل عام 1956، ثم اشتراه أحد رجال الأعمال بعد ذلك للإهتمام به وظل يتنقل من شخص لآخر عدة مرات حتى سنة 1983م حينما اشترته السيدة نانسي استيبارد .
يُعد جسر كابيلانو من أهم الأماكن السياحية بولاية بريتيش كولومبيا وذلك لسبب بسيط، وهو كثرة ما يمكنك رؤيته وفعله هناك، فعلى بُعد دقيقة واحدة فقط من صخب المدينة تجد نفسك تنتقل إلى جو مليء بالمغامرة والتاريخ والثقافة، وهي تجربة كاملة وليست مجرد مكان تستمتع بزيارته.
اشترت نانسي الجسر منذ ثلاثين عاماً تقريباً وهي مقتنعة بأنه مشروع ناجح إذا تمت إدارته بطريقة جيدة، وبالفعل تحقق ما كانت تريده، وبعد أربع سنوات من شراءها الجسر تضاعف عدد زواره أربعة أضعاف، وزاد العدد في العشر سنوات الأخيرة بسبب ما قامت بافتتاحه من مشاريع أخرى معتمدة على الجسر، ومنها ما تم افتتاحه في 2004م وهي مغامرة مثيرة أطلق عليها مغامرة رؤوس الأشجار وتتلخص في سبعة جسور أقيمت فوق الأشجار مما يوفر لك رؤية متكاملة للغابة من أعلى، أطلقوا عليها رؤية بعين السنجاب، إشارة إلى السنجاب الذي يرتقي الأشجار ويختبيء أعلاها.
ومشروع آخر أطلق عليه وهو آخر ما تم افتتاحه على الجسر، حيث بدأ العمل به في يوليو 2011م، ويوفر للسائح فرصة اكتشاف مناطق غير مكتشفة وسط الغابات في أماكن مرتفعة وأخرى ضيقة.
كما يشهد الجسر في الفترة بين 16 يونيو وحتى 3 سبتمبر من كل عام نشاط سياحي مميز يقصده السياح من داخل كندا وخارجها وذلك لرؤية الطيور الجارحة من قرب وهي تصطاد وتفترس الطيور الصغيرة، حيث تكثر بهذه المنطقة الصقور وأنواع أخرى يطلق عليها الطيور النفاثة حيث تطير بسرعة كبيرة وتهبط فجأة لاصطياد الخفافيش المختبئة بين الأشجار.
ويتوفر بالقرب من جسر كابيلانو عدة مطاعم بأذواق متنوعة لإرضاء جميع السياح، بينها مطعم على هيئة بيت خشبي يقدم المشويات بين الأشجار، ومقهى زجاجي يقدم المشروبات الساخنة وغيرها.