ما أشهى المغامرات غير المألوفة على أرضٍ تختلف طبيعة الحياة فيها عن طبيعة الأيام الرتيبة بين جدران وشوارع المدن التي نعيش فيها، وإذا كنت من عشاق تلك المغامرات، الذين يرغبون باستنشاق كميات هائلة من الهواء النقي بعد ركضٍ حُر في مراعٍ أو غابات شاسعة الخُضرة، تذكرك بمشاعر التحرر الروحي أثناء طفولتك حين كنت تشاهد الرسوم المتحركة الكلاسيكية، أو تشبع في أعماقك رغبة قديمة في مشاركة “تيمون وبومبا” الشهيرين حياتهما التي تجمع بين البساطة والتخلص من أغلال الرتابة، فلا شك أن وجهتك القادمة ستكون “تنزانيا” التي سترحب بأحلامك على شواطئها الرملية التي تزينها الشعاب المرجانية، والغابات الساحلية، وغابات السافانا المليئة بالمحميات الطبيعية، والأنهار، والبحيرات الداخلية، والهضاب الجبلية، تحت مظلة تاريخ حافل بثقافات مختلفة يتقاسمها الطابع العربي والغربي .
يمكن لمحبي التعرف إلى ثقافات الشعوب بالتواصل مع أفرادها مباشرة زيارة إحدى قرى شعب “الماساي” ذات الأكواخ التقليدية البسيطة والعادات القبائلية الأفريقية. لكن احذر التقاط الصور هناك دون أخذ إذن صريح لأنها تتعارض مع معتقداتهم. والطريف في الأمر أن هذه الشعوب المضيافة بطبيعتها تحب تكرار كلمتي “هاكونا ماتاتا” التي طالما سمعنا صديقنا “بومبا” بطل مسلسل الرسوم المتحركة الشهير يكررها باستمرار، والطريف أن المعنى الحرفي لها هو: “لا مشكلة .
إذا كنت من محبي الثقافة وتنمية الذات مع كل رحلة؛ فلا تفوت زيارة “المدينة الحجرية , في جزيرة زنجبار التابعة لتنزانيا. اكتسبت هذه المدينة اسمها من المباني الصخرية التي شهدت الكثير من الأحداث التاريخية الاستثنائية على أرضها، فهناك يمكن للزائر إشباع بصره وبصيرته بالمتاحف والمساجد والكاتدرائيات التي تزاوج بين الفنون المعمارية الإسلامية والبرتغالية على أرض واحدة .
مع اعتدال الأجواء في المنطقة خلال فصل الخريف؛ تشهد “محمية سيرنجيتي إحدى أكبر حركات الهجرة للعديد من الحيوانات البرية كالغزلان، وحمير الوحش، والنعام، والفيلة، والزراف ،والجواميس، وكثير من أنواع الطيور كالنوارس والببغاوات وطيور البفن في أسراب منظرها يحبس الأنفاس، وما يُضاعف الشعور بالإثارة ويحولها إلى ما يُشبه الأفلام الأمريكية الممتازة هو الاستمتاع برحلة سفاري خاصة داخل منطاد هوائي تقدمه المحمية لهذا الغرض .