تقدم مدينة سيدني الأسترالية لزائريها تجربة فريدة أثناء الرحلة إليها و خلال وجودهم بها؛ فهي تقع في نصف آخر من كوكبنا؛ فيختلف التوقيت تماماً وفصول السنة والمناخ، وفوق ذلك تجمع بين الطبيعة الساحرة والمعالم الشهيرة والإحساس بالمغامرة.
سيدني هي أكبر وأقدم مدن أستراليا، حيث اكتشفت عام 1788، وهي عاصمة ولاية “نيو ساوث ويلز”، و تعتبر أضخم مركز اقتصادي وتجاري وثقافي في القارة، ومن أجمل مدن العالم وأفضلها للمعيشة، وأكثر ما يميزها موقعها الاستراتيجي بين المحيط الهادي والجبال الزرقاء، وفيها ميناء جاكسون أكبر ميناء طبيعي في العالم، وتضم سيدني ما يزيد على 300 حي تابع لـ 38 منطقة محلية الحكم.
الطقس في سيدني حار إلى دافئ في الصيف، بارد في الشتاء، ومعتدل في فصليّ الخريف والربيع حيث الموسم الأفضل للسياحة. وكأي مدينة في الجزء الجنوبي من العالم يحل فصل الشتاء على سيدني خلال أشهر الصيف في أوروبا وأميركا والدول العربية ودول الجزء الشمالي؛ فأشهر الشتاء في أستراليا: يونيو، يوليو وأغسطس، والربيع: سبتمبر، أكتوبر ونوفمبر، والخريف: مارس، أبريل ومايو، والصيف: ديسمبر، يناير وفبراير.
أوبرا سيدني.. زهرة على المحيط
مبنى أوبرا سيدني واحد من أجمل مسارح العالم
لا تكتمل الصورة العامة لمدينة سيدني الأسترالية إلا بدار الأوبرا، تلك الزهرة البيضاء المزروعة بدقة على كتف محيط الهادي الذي تستقي منه رونقها الدائم، وعلى الرغم من تعدد المعالم الطبيعية في هذه المدينة الأيقونة، غير أن زيارة دار الأوبرا في منطقة السيركولر كاي Circular Quay لطالما كانت من أولويات الرحلات السياحية إلى هناك.
ويُصنف مبنى أوبرا سيدني كواحد من أجمل مسارح العالم، صممه مهندس دانماركي عام 1956، وهو مشيد من الخرسانة والكابلات الفولاذية التي تمنع التشقق، وأكثر ما يميز التصميم تنبهه للتحدي الأكبر في التقليل من مشاكل الصدى الصوتي، لتفادي تأثيره في العروض الموسيقية.
وكانت الفكرة من وراء هذا المعلم الثقافي العظيم أن دار الأوبرا ليس من الضروري أن تكون حكراً على النخبة من المجتمع، وإنما من المفيد أن تشكل محور اهتمام مختلف الطبقات. وعليه جاءت الصالات الفسيحة لتتسع لأعداد كبيرة من الجمهور قد تصل إلى 5 آلاف متفرج، وهذا ما لم يكن متاحا من قبل. والدار تحتوي على 5 مسارح تستضيف أهم الأعمال المسرحية، وعروض الأوبرا والحفلات الموسيقية.
مغامرة جسر هاربور
جسر هاربور علامة مميزة لسيدني
لا يزال جسر هاربور Sydney Harbour Bridge، المبني على شكل قوس حديدي، منذ تشييده عام 1932 يتربع على صفحات كتاب جينيس للأرقام القياسية كأطول وأوسع جسر على الإطلاق، وخامس أطول جسر مقوس في العالم. وقد ظل حتى عام 1967 أعلى تصميم معماري في سيدني؛ حيث يرتفع مسافة 134 متراً عن سطح البحر، ويكشف مناظر بانورامية رائعة لكامل المدينة.
و يتعين على المتسلقين ارتداء ملابس خاصة فوق ملابس الزوار الشخصية، والخضوع لاختبار خاص لقياس مستوى الكحول في الدم، وتوقيع نموذج التأمين والمرور عبر جهاز الكشف عن المواد المعدنية. كما يخضعون لتدريب سريع من قبل اشخاص مختصين بتسلق الجسر يقومون باصطحابهم في رحلة التسلق إلى أعلى الجسر، ويقومون بالتقاط الصور التذكارية لهم عند نقطة عالية؛ بحيث لا يسمح لأي شخص حمل أي نوع من آلات التصوير لأثناء التسلق تطبيقا لقوانين السلامة العامة، ويستغرق تسلق الجسر نحو ساعتين من نقطة الانطلاق.
وقد بدأت فكرة تسلق الجسر للمرة الأولى عام 1998، وقد استقبلت حتى اليوم ما يزيد على 4.5 مليون سائح من كافة القارات، بينهم مئات العرسان الذين يقيمون حفلات زفافهم عند حدود السماء.
برج سيدني
برج سيدني أعلى مبنى في المدينة
على بعد خطوات من الجسر تقع حديقة جميلة جداً تطل على البحر، و فيها أنواع مختلفة من النباتات والطيور والأشجار المعمرة، اسمهاRoyal Botanic Gardens. وتشكل عامل جذب، للزوار الذين يترددون عليها بقصد التقاط الصور التذكارية. ومنها يمكن العبور إلى برج سيدني وهو ثاني أعلى برج في أستراليا بعد برج ملبورن السكني.
يقصد الزوار برج سيدني للصعود إلى قمته Skywalk Sydney Tower أو منصة السحاب على ارتفاع 268 متر فوق سطح البحر، وهي عبارة عن ممر دائري من الزجاج في أعلى البرج يتيح للزوار رؤية شاملة بزاوية 360 درجة لمدينة سيدني، ويتم إعداد الزوار للصعود بارتداء ملابس خاصة واستخدام أحزمة الأمان.
أماكن التسوق
يضم مبنى فيكتوريا الأثري مجموعة من المراكز التجارية
على مقربة من شارع التسوق الراقي ماركت ستريت يمكن الوصول سيراً على الأقدام وبمجرد قطع الجسر المائي إلى منطقة دارلينج هاربرDarling Harbour. ومنها يمكن الوصول إلى الشوارع الرئيسة في وسط المدينة مثل شارع George Street وشارع Elizabeth وشارع Pitt St. وهي من أشهر الشوارع في سيدني، وفيها محال الماركات العالمية المختلفة ومجموعة من المطاعم والمقاهي. ومن هناك يمكن إكمال الرحلة عبر القارب إلى منطقة “الروكز” التي تجمع المباني الأثرية تبين الحقبات المتتالية التي مرت على البلاد منذ عهد سكانها الأصليين “الأبورجينز” ما قبل القرن السابع عشر.
ومن أفضل الأسواق في سيدني “مبنى الملكة فيكتوريا”Queen Victoria Building، وهو مبنى أثري رائع فيه مجموعة من المراكز التجارية المتداخلة فيما بينها ويمكن الوصول إليه بواسطة القطار من محطة تاون هول Town Hall. ومن أهم المراكز التجارية أيضاً مركز وستفيلد بوندي جانكشنWestfield Bondi Junction، وهو أحد فروع السلسلة المنتشرة في أستراليا وأميركا وبريطانيا.
سياحة العائلة في سيدني
يناسب السفر إلى أستراليا عموماً ولاسيما سيدني الأطفال؛ فيكثر فيها المرافق السياحية التي أعدت خصيصا لسياحة العائلة بدءاً بالمعرض المائي البحري وفيه مختلف أنواع الأسماك والكائنات البحرية. وكذلك أكواريوم سيدني العملاق، وحديقة الحيوانات “تارونجا زو”، التي يمكن الذهاب إليها من منطقة السيركولر كاي. وحديقة وايلد، وكذلك مدينة الملاهي لونا بارك المصممة بأسلوب ترفيهي طريف، كما تتميز سيدني بشواطئها الجميلة حيث يعرف الأستراليون بحبهم لرياضة ركوب الأمواج. ومن أهم شواطئها بوندي بيتش، بالم بيتش ومانلي بيتش.
أقرأ أيضاً : سيدني تمتلك عددًا وافرًا من المعالم الأثرية الأسترالية مثل دار الأوبرا
إطلالة مميزة لـ فيكتوريا بيكهام خلال قيامها بالتسوق في سيدني