كشفت دراسة حديثة أجريت على الشباب الأميركي عن ارتفاع معدلات الاكتئاب بين الشباب بشكل حاد هذه الأيام، وخصوصا طالبات المرحلة المتوسطة الأميركيات من أصول أفريقية فهن الأكثر تضررًا، ومع ذلك ظل عدد المراهقين الذين يعالجون من الاكتئاب ثابتًا، وفقًا للدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة طب الأطفال.
وكشفت الدراسة التي نشرتها جامعة واشنطن أن هناك اليوم 11.3 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 12 -17 عام يعانون من الاكتئاب غير المعالج، وتأتي هذه النسبة بارتفاع قدره 8.7 في المائة عن عام 2005، في حين سجلت النسبة الأكثر ارتفاًعا بين النساء السود، وحذر الخبراء من أن الارتفاع المتزامن مع زيادة التحرش والإساءات الإلكترونية قد تكون السبب الأساسي في ذلك.
وأضاف معدو الدراسة أن هذه الدراسة علامة منبهة للمدارس وأولياء الأمور، نحو الاكتئاب، وقال الدكتورة آن غلوينسكى، باحث الطب النفسي للأطفال في جامعة واشنطن في سانت لويس والذي كتب افتتاحية الدراسة: "إننا نعلم بالفعل أن المراهقين لديهم حالات اكتئاب أكثر بكثير من المعروف أو التي يجرى معالجتها. ما تضيفه هذه الدراسة أن معدلات الاكتئاب بين الشباب زادت بشكل كبير خلال العقد الماضي، وأن نسبة حالات الاكتئاب المكتشفة أو التي يجرى معالجتها بين الشباب لم تغيير رغم الجهود المبذولة لتشجيع أطباء الأطفال على التركيز على الوقاية من الانتحار التي تشمل مزيد من تعريفات وعلاجات اكتئاب الشباب".
ووفقًا لباحثون في طب الأطفال، يوجد حوالي واحد من كل 11 من المراهقين وصغار البالغين يعاني على الأقل من مرحلة واحدة من مراحل الاكتئاب الشديد كل عام., وأجرى الباحثون فحصًا لبيانات مسح التمثيل الوطني لأكثر من 172000 من المراهقين و179000 من الشباب تقريبًا لدراسة التوجهات النفسية على مر الزمن في انتشار الاكتئاب والصحة النفسية.
ومن بين الأمور، الذي سألها الباحثون للمشاركين ما إذا كانوا شعروا بمجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى الاكتئاب، وعما إذا كانت قد أصابته حلقة من الاكتئاب الشديد في العام الماضي، وإذا ما كانوا التقوا الطبيب أو أي شخص أخر له علاقة بتشخيص أعراض الاكتئاب، كما قاموا بتقييم ما إذا كان المشاركون تلقوا العلاجات مثل الإرشاد أو وصفة الدواء.
وبالمقارنة مع المراهقين الذين لم يبلغوا عن حالة اكتئاب كبيرة، فان أولئك الذين أبلغوا عن إصابتهم كان أكثر من بين الأكبر في السن، ومن غير طلاب المدرسة، ومن بين العاطلين عن العمل، أو هؤلاء الذين ينتمون إلى أسر توفي فيها أحد الأبوين أو كلاهما، وكذلك كانوا من بين الذين يتعاطون المخدرات، وبين الشباب البالغين، فان الذين يعانون من الاكتئاب كانوا أكثر عرضة بأن يكون إناث، أو السود أو الذين يتعاطون المخدرات.
ولم تشمل الدراسة السجلات الطبية، كذلك لم يتأكد الباحثون مما إذا كان الأطباء شخصوا الاكتئاب لدى المشاركين الفرديين الذين أبلغوا عن أعراض أو قالوا أنهم تلقوا العلاج. ومع ذلك، فإن النتائج تشير إلى أن عدد متزايد من المراهقين وصغار البالغين يعانون من الاكتئاب ولا يتلقون علاج.، وهذا يشير إلى ضرورة تيقظ الآباء والأمهات، وأطباء الأطفال والخدمات المدرسية لتكثيف الجهود لتحديد ومساعدة الشباب الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية.