تعد مضايقات الأقارب من خلال خوفهم عليك ورغبتهم في أن تكون شخصًا صالحًا وطيبًا وتليق بأن تكون قريبهم عن طريق اتباع السلوك القويم الذي يحددونه هم بالتالي يجب أن تعيش مثلهم حتى لا تتعرض لمضايقاتهم أو تدخلهم في حياتك والطريق القويم الذين يريدون أن تتبعه هو أن تكون متفوقًا في دراستك أو ناجحًا في حياتك العملية ويفضل أن تتزوج من نفس العائلة ويفضل أن ترتدي ما يحلو لهم وتقص شعرك بالطريقة التي ترضيهم وتستمع إلى الموسيقى التي كانوا يسمعونها هم عندما كانوا في سنك وتشاهد الأفلام الراقية الهادفة التي لا تشكل خطرًا ولا ضررًا على المجتمع ولا عليك في سنك الخطر هذا حتى وإن كنت قد تخطيت سن الرشد بعدة سنوات.
وتنتج مضايقات الأقارب من المقارنات الغبية التي يزرعها الأهالي في أبنائهم حيث يحاولون دائمًا إثبات أن ابنهم أو ابنتهم من في مثل عمرك يتصرفون بشكل أفضل منك ويعيشون حياتهم بطريقة ناضجة عنك وأنك للأسف خيبت أمل والديك فيك بينما أبناؤهم لم يفعلوا وذلك ناتج من حسن تربيتهم لهم والحقيقة أنك لست بمهتم إطلاقًا بمثل هذه المقارنات الغبية ولست مهتمًا بأبنائهم الذين حتى قد لا تعرف شكلهم أو تعرف أنهم عكس ما يتصورونه عنهم إطلاقًا، فمثلا لو أن بنتًا قررت التخلي عن غطاء الرأس تقارن بابنة عمتها التي محتفظة بغطاء رأسها ولو أن شابا قرر الزواج من فتاة ما سيتحدثون عنه وعن الفتاة التي اختارها بأسوأ الحديث دون أي وعي باحترام الحرية الشخصية وضاربين المثل بابن خالته الذي اختار فتاة أجمل منها وأكثر نجاحًا وخلقًا وحسبًا ونسبًا، والأمثلة تطول وتطول.
عدم الإدراك الكامل بأنك كبرت، وهذه ليست مشكلة الأقارب فحسب بل أحيانًا تكون مشكلة الآباء والأمهات أيضًا، وهذه مشكلة عويصة للأسف، ومضايقات الأقارب تأتي من هنا، من خلال عدم الوعي بأنك كبرت وأنك بالنسبة لهم ما زلت هذا الشاب الطائش الأرعن الذي يأخذ نقود الدروس الخصوصية لكي يشتري بها السجائر أو يتسكع بها مع أصدقاء السوء، بينما تكون تخرجت وعملت في أكثر من مجال وبدلت مكان عملك أكثر من مرة ومازالوا مقتنعين بتلك الصورة عنك بالتالي يجب أن تضع حدًا لهذا النوع من مضايقات الأقارب كيف تفهمهم أنك كبرت ولم تعد بهذه الصورة التي تسير على هامش الزمن.
ويوجد طرق فعالة ومجربة للحد من مضايقات الأقارب ولكنها تستلزم شيئًا من "البجاحة" بعض الشيء، وفي نفس الوقت المرونة بحيث لا يشعرون أنك تهينهم وحتى إن حدث فلا ينبغي أن يثبتوا ذلك عليك لذلك الحنكة والذكاء و"البجاحة" هم أسلحتك في مواجهة مضايقات الأقارب وردعهم عن انتقاد حياتك أكثر من هذا:
توجيه أسئلة محرجة لقلب الطاولة عليهم، مثلا إذا سألك عن مجموعك في الثانوية أو تقديرك في الكلية عليك إقرار حديثه والقول بأنك يجب بالفعل أن تتفوق مثله ثم تسأله ببراءة مصطنعة “صحيح كم كان مجموعك في الثانوية أو تقديرك في الكلية يا عمي؟ وإذا قال لك أي مجموع حتى إن كان مرتفعًا فلتباغته بالسؤال الآخر: “لكنني أسمع أن الكليات على أيامكم كانت سهلة وبسيطة وأن الفاشل فقط هو من يستطيع الحصول على مجموع مثل هذا” بالطبع سينبري بالدفاع عن نفسه وأنت يجب أن تستغل الفرصة، وتظل على هذا المنوال حتى يتحول الفريسة إلى صياد.
الإجابة بطريقة ملتوية أن هذه حياتك الشخصية، للأسف مضايقات الأقارب لا تعترف بالمباشرة فإذا أخبرتهم بشكل مباشر أن هذه حياتك الشخصية تستطيع تسييرها بالشكل الذي ترتضيه قلبوا الطاولة عليك على الفور واتهموك بالوقاحة وقلة الذوق ولكن لنفترض أن إحدى قريباتك مثلًا انتقدتك لأنك رفضت عريسًا بعينه، ستقولين “نعم يا خالتي هذا العريس فعلا جيد جدًا، لولا أنك مرتبطة لكن من الأفضل أن تتزوجيه أنت ”التعامل مع مضايقات الأقارب الحاقدين للأسف لا يوجد طريقة مجدية وفعالة مع هؤلاء لأن ما تضمره قلوبهم وما تنطوي عليه نفوسهم من حقد أكبر بكثير ما تعلنه ألسنتهم وتصرح به أفعالهم بالتالي ما عليك من هؤلاء سوى بالتجاهل التام وهذا بالطبع سيغيظهم أكثر لأنهم يفرحوا إن نجحوا في إثارة غيظك وعصبيتك، لكننا لا نرنو إلى إراحتهم على الإطلاق.