نشر باحثون من جامعة أوتاوا سبب اختلاف النميمة عند كلا من الرجال والنساء، على الرغم من أن كلا الجنسين يحبون الثرثرة، إلا أن المرأة تميل إلى القيل والقال مع امرأة أخرى، في حين يتحدث الرجال عن الثروة والرياضية.
وشملت الدراسة 290 طالبا من الجنس الآخر الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 30 عاما، الذين أكملوا ثلاثة استبيانا،، الأول يقيس مدى تنافسية المشاركين نحو أعضاء من نفس الجنس، وخاصة من حيث الوصول إلى انتباه زملائه المحتملين، وقياس الاستبيانات الأخرى ميل المشاركين إلى القيل والقال عن الآخرين، والقيمة الاجتماعية المتصورة من القيل والقال، وما إذا كان من الجيد الحديث عن الآخرين وراء ظهورهم.
واستنتجت الأبحاث أن للنميمة عند النساء فوائد ومن بينها أنهت تعطي المرأة الشعور "بالاتحاد" مع الآخرين، فعندما تشترك المرأة مع الأخريات في الحديث فإنها تشعر بأنها انسجمت معهن و"اتحدت" بهن، وتعزز النساء الروابط بينهن عندما يتحدثن مع بعضهن في أمور القيل والقال، ويمكن أن يعتقد البعض من الناس أن النميمة تقوم فقط على الأحاديث الكاذبة عن الآخرين إلا أن الكلام المقال في الحديث يمكن أن يكون سليمًا تمامًا ولا يقوم على الأكاذيب أبدًا، كما انها تساعد المرأة على تكوين الصداقات، حيث تعتبر مشاركة المرأة في الأحاديث المشوقة مع النساء الأخريات من الأمور التي تساعد المرأة على تقوية صداقتها معهن، إذ أن المرأة عندما تصل إلى مرحلة قول الأسرار لامرأة أخرى فإنها تكون قد وصلت لمرحلة الثقة بهذه المرأة وبالتالي تعززت الصداقة بينهن.
والنميمة تساعد على التخفيف من الإجهاد النفسي والتوتر، فأشارت الأبحاث أن حديث القيل والقال يساعد المرأة من الناحية النفسية في ناحيتين إذ تشعر المرأة عندما تتحدث مع صديقاتها بأنها ليست وحيدة في هذه الحياة وتشعر أنها تنتمي لمجموعة من الأصدقاء الذين تحب، والجانب الآخر هو عندما تكون الأخبار التي تسمعها عن أحدهم تكون غير سارة، وسماع الشخص أخبارًا غير سارة عن أحدهم؛ فإنه وعلى الرغم من أنه قد يحزن لهذا الشخص؛ قد يشعر بالسعادة والرضا بأن حاله لا تزال أفضل من غيره، تساعد المرأة على تأكيد مشاعرها وأفكارها، عندما تود تأكيد فكرتك فإنك وبشكل طبيعي يمكن أن تتوجه لأحد أصدقائك لتتحدث عن هذه الفكرة، وغالبًا ما يكون الشخص في مثل هذه الحالة لا يبحث عن الحقيقة أو الواقع بل أنه يود مِن مَن حوله أن يؤكدوا له أنه على صواب أيضًا في كلامه وأفكاره.
وأيضًا تساعد على مواجهة الحياة اليومية، تعتمد المرأة على "تكنيك" النميمة لكي تستطيع مواجهة حياتها اليومية، وفي حال شعرت المرأة بأن أحد ما قد أزعجها أو شعرت بالغيرة منه فإن الحديث في الموضوع الذي أزعجها مع صديقاتها يمكن أن يساعدها على تجاوز الأمر، كما تساعد المرأة على "تحليل" صداقاتها، حيث تهتم المرأة وبشكل كبير بالجانب العاطفي ويهمها طبيعة العلاقات التي تجمعها مع من حولها، وتستطيع تحليل علاقاتها الاجتماعية وتعزيزها من خلال النميمة وأحاديث القيل والقال، وتساعد المرأة على تعزيز خبراتها، لذا يمكن من خلال النميمة أن تتعرف المرأة أكثر على خبراتها في مختلف نواحي الحياة وتحليلها والتعرف على خبرات من حولها.