من أحد مسببات فشل الحياة الزوجية، بل وحياة كل أفراد الأسرة هي عصبية الزوج، فكيف يتوجب عليكِ التصرف إزاءها؟ هذا ما سنكشف عنه في السطور التالية،
تنتج عصبية الزوج في الأساس عن ضغوطات الحياة اليومية وطبيعة الرجل الشخصية نفسها، فبعض الرجال يفشلون في السيطرة على انفعالاتهم، وقد تكون ظروف عمل الرجل صعبة فلا يجد متنفسًا لتوتره وانفعاله إلا في أهل بيته، الذين لا يعرفون كذلك كيفية التعامل معه مما يزيد من سوء الأمر وخطورته على حياة الأسرة بأكملها، ولكي تستطيعي أن تتعاملي مع عصبية زوجكِ وغضبه، يجب أن تعرفي أولًا المسببات التي أدت لها، التي يمكن اختصارها في ثلاثة عوامل كبرى هي المعتقدات والقيم والاحتياجات، لذلك إن تعرض زوجكِ لما يثير أي عامل من هذه العوامل الثلاثة، سيؤدي إلى إثارة غضبه وانفعاله وعصبيته.
لتفهمي الأمر بشكل أوضح ستجدين مثلًا أن زوجك يغضب عندما يشعر بالنقص في تلبية احتياجاته الجنسية والغريزية، قد يشعر بالغضب أيضًا عند التقليل من شأنه والسخرية منه وعدم احترامه خاصة أمام أولاده أو أفراد العائلة، قد ينفعل أحيانًا لأسباب أقل حدة مما سبق ذكره، لكنها، لا تكون الأسباب الرئيسية في غضبه وانفعاله وعصبيته، بل تكون فقط ما أدى إلى تحفيز ما يوجد فعليًا بداخله، أو بمعنى آخر الشرارة التي أشعلت النار، ونتيجة هذه العصبية تحدث العديد من النتائج السلبية على البيت والأسرة، منها التوتر الدائم الذي يؤدي بدوره إلى نتائج سلبية على نفسية الزوجة والأبناء، مما يتسبب في تنشئتهم بشكل غير سليم ينتج عنه قلة ثقتهم بأنفسهم وتفضيلهم للعزلة والانطوائية والاكتئاب، قد يصل الأمر إلى الهروب من الواقع أو اللجوء إلى إدمان المخدرات وغيرها.
الغضب والعصبية يعنيان أن الشخص ضعيف ومفتقر للقوة، لأن اللجوء إليهما دليل على قلة الحيلة، لذلك لا تخافي من عصبية زوجك وتعاملي معها بمنتهى الهدوء، هذا قد يجعل الرجل يفهم أنه عصبي وغاضب من داخله وليس منكِ أنتِ، مما يدفعه إلى الهدوء والتروي في تعاملاته وكلامه، كما يجب عليك أيضًا أن تكوني صادقة مع نفسكِ وألا تنكري إن كنتِ قد تسببتِ في إصابته بالعصبية والغضب لموقف ما قمت به، هذا سيساهم في جعلكِ تعرفين كيفية معالجة الأمر ويساعدكِ على إزالة سوء التفاهم بينكما بتقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ، هذا كفيل بدرء غضب الرجل وعصبيته وجعله أكثر تجاوبًا معك.
المرأة أكثر تحكمًا من الرجل في انفعالاتها لما تملك من قوة داخلية، لهذا فهي تنجح على سبيل المثال في التعامل مع الأطفال أكثر من الرجل، قدرتكِ على احتواء عصبية زوجكِ وغضبه موجودة فيكِ بالفعل، انتبهي إلى ردود أفعالكِ تجاهها حتى لا يتأزم الموقف أكثر ويصبح غير قابل للإصلاح ولا المعالجة، على سبيل المثال عصبية الرجل في بعض الأحيان تكون لأسباب تافهة - كما ذكرنا أعلاه - لذلك لا تقومي بالضحك أو السخرية أو الاستهزاء من الأمر، لأن هذا سيثير الرجل بشكل أكبر.
حينما يغضب زوجكِ وينفعل، لا تتناقشي معه وهو في هذه الحالة الثورية عن أسباب الغضب ومبرراته، بل انتظري حتى يهدأ ويستكين، حينها سيكون أكثر انفتاحًا ومقدرة على التواصل، كما يجب عليكِ إذا علمتِ أن أمرًا ما يغضبه فلا تصري على فعله.