لا شكّ أن من أسباب الفتور في الزواج أو في الحب بشكل خاص أن يتم الاعتماد على العاطفة وحدها كمخرج من الأزمات أو كطوق نجاة في بحر الحياة المتلاطم، والعلاقة العاطفية التي تمشي بالحب وحده أو تسير بالعاطفة وحدها هي علاقة عرجاء، فالحب وحده لا يكفي لابد مع الحب من الاحترام والتقدير المجردين البعيدين كل البعد عن العلاقة بمعنى أنه لو كان هذا الشخص لا تربطك به علاقة عاطفية فإنك ستشعر تجاهه بالاحترام والتقدير لشخصه بدون أية عاطفة أخرى نحوه، لذلك الحب مع الاحترام والتقدير سيقوي العلاقة ويجعل لها مستقبل مزدهر، بينما الحب وحده سيتحول لابتزاز عاطفي واستنزاف باسم المشاعر ومباراة بين الطرفين لإخضاع الآخر لسيطرته.
نقص الاهتمام :
أحد أهم أسباب الفتور في الزواج وهو أن يصير الاهتمام من كلا الطرفين بالآخر مجرد أداء واجب لا يكون عن شغف وحب حقيقيين ويصبح كل ما يحدث لكل طرف يخصه وحده وهناك عدم اهتمام بما يحدث حتى وإن تم ادعاء الاهتمام أو التظاهر بالاكتراث من كل طرف تجاه الآخر فإن الشعور العام بعدم الاهتمام يخيم على الطرفين مما يخلق نوعية الفتور في الزواج أو الحب هذه التي لا يحبها أحد
ربما هناك روح من الانطلاق والتمرد في بداية العلاقة تشعر أنك لا تود أن تسير على الأرض بل أن تطير أن تذهب ركضًا حتى نهاية العالم أن تفعل كل ما لم تفعله من قبل ولكن هذه الروح تهمد بالتدريج وبعد مرور فترة تشعر أنك لا تريد من العلاقة أي شيء بل تصبح خلفية عاطفية روتينية في حياتك، شخصًا تحدثه نهاية اليوم قبل أن تنام وأنت مرهق من ضغط اليوم والعمل، وشخصًا تخرج برفقته عطلة نهاية الأسبوع إن لم يكن لديك عمل، وبالتالي تتأقلم على حياتك هذه دون أن يكون لديك أي رغبة في التجديد والانطلاق، وهذا من أهم أسباب الفتور في الزواج وفي الحب بشكل عام والعلاقات.
لا ريب أن مصارحة الزوجة تحديدًا بوجود فتور في الزواج الذي يجمعهما شيء صعب على الزوجة، لأن الزوجة إن صرحت بهذا الفتور فقد لا يثير هذا في زوجها الكثير من التحفظات، لذلك يجب أن يأتي التصريح من الزوج لأن النساء أكثر تفاعلا وانفعالا بهذه الأمور العاطفية،
الفتور في الحب مثله مثل الفتور في الزواج، مع زيادة أهمية الحوار والحديث المتواصل وتصليح الأخطاء والمشكلات وعدم الاعتماد على تطبيقات التواصل والمحادثات الإلكترونية لحل المشكلات، يفضل حلها وجهًا لوجه أفضل، لأنها محادثات مبتورة تقدم الجمل والكلمات بالنبرة التي يريد أن يسمعها الطرف الآخر لا كما يريد أن يقولها المتحدث بالتالي الحديث وجهًا لوجه أفضل قدر الإمكان.