الخوف عند الأطفال ظاهرة طبيعية لا تستدعي القلق في كثير من الأحيان؛ فالخوف إحساس فطري نولد به جميعاً ونتعايش معه طوال حياتنا، لهذا نشاهد غالبية الصغار يعانون من مشكلات في التعامل مع الحيوانات والحشرات، أو الوجود في مكان مظلم، أو حتى اقتراب أشخاص غرباء عنهم.. ويظل الأمر غير مقلق، بينما تبدأ المشكلة عندما يتحول الخوف الطبيعي إلى خوف مرضي يستمر مع امتداد سنوات عمر الطفل، وفي هذا التقرير سنتعرف على سبل علاج الخوف عند الأطفال عمر ثلاث سنوات.اللقاء وخبيرة طب نفس الطفل الدكتورة نهال السيد للشرح والتوضيح.
أسباب الخوف الزائد عند الأطفال
خوف الطفل شعور طبيعي تماماً، لكن هناك مجموعة من الأسباب قد تحول هذا الخوف، من عرض طبيعي إلى مشكلة بحاجة إلى العلاج.
أول الأسباب..خوف الأهل المبالغ فيه تجاه الطفل، ما يتسبب في زيادة خوف الطفل على نفسه، و ارتباكه وتوتره في مختلف المواقف.
قلة الثقة في النفس لدى الطفل، وفي قدرته على التغلب على المشكلات والمخاطر المختلفة بمفرده، دون الاعتماد على غيره.
سوء معاملة الأهل للطفل، وكثرة تعرضه للتهديد والعقاب الشديد، ما يفقد الطفل مشاعر الحنان والاحتواء من قبل الأسرة.
سرعة تأثر الطفل بأمه أو والده؛ فإذا ظهر على الأم خوف من حشرة أو حيوان ما، سينتقل هذا الخوف مباشرة إلى طفلها.
كما أن كثرة تعرض الطفل للإهانة بالمنزل أو المدرسة، تفقده ثقته في نفسه، وتشعره بالخوف تجاه العالم الخارجي.
الفرق بين الخوف الطبيعي والفوبيا المرضية
الخوف الطبيعي يلازم الطفل منذ السنة الأولى من عمره؛ كالخوف من الغرباء، والظلام، والحيوانات، والأصوات العالية.
ويكون رد فعله عليها الصراخ والبكاء الشديد.. وهذا أمر طبيعي تماماً لايدعو للقلق، ولا علاقة له بشخصية الطفل المستقبلية.
أما الفوبيا فهي الخوف من شيء بعينه يلازم الطفل طوال الوقت، باختلاف الظروف والزمان والمكان، ويصاحبه العرق والرعشة الشديدة والقيء وسرعة ضربات القلب وبرودة الأطراف.
الأم وحبيبة أمها علاقة تقوم على الحب والخوف
أنواع لخوف الطفل باختلاف عمره
يختلف خوف الطفل باختلاف عمره، فخوف الطفل بعمر الثلاث سنوات يختلف عن خوفه بعمر العشر سنوات.
فمن عمر الولادة إلى عمر سنتين، يخاف الطفل من سماع الأصوات العالية أو من الغرباء أو غياب أحد الوالدين، وتعتبر هذه مخاوف طبيعية.
أما من عمر ثلاث سنوات إلى ست سنوات فيخاف الطفل من أشياء خيالية مثل الأشباح، الوحوش والنوم وحيداً.
ومن سن سبع سنوات إلى خمس عشرة سنة، فالطفل يخاف من أشياء أكثر واقعية؛ كالخوف من الإصابة بمرض، التعب، الأداء المدرسي أو الموت.
خطوات بسيطة لعلاج الخوف الزائد عند الأطفال
تذكري دائماً أنكِ قدوة لطفلك، من المهم أن تظهري شجاعتكِ أمامه في المواقف المختلفة، ليكتسبها منك ويطمئن، ويتعلم كيفية إعطائها حجمها، بما لا يصيبه بالقلق والخوف المستمرين.
أسوأ ما يمكن أن تقومي به مع طفلك هو السخرية من مشاعره، عليكِ أن تدركي أنه بالفعل في أزمة، وجعل الطفل أضحوكة سيفقده مع الوقت ثقته في نفسه، فالحب والاحترام والاهتمام صفات أساسية.
احتواء طفلك عند شعوره بالخوف، وعدم تجاهل مشاعره، هو ما يحتاج إليه ليطمئن، ويتغلب فيما بعد على كل مخاوفه..تحدثي معه واعرفي ما يخيفه، وتكلمي معه عما يحميه من مواقف تسبب له مشاكل نفسية.
انتبهي..طفلك لا يزال في مرحلة اكتشاف العالم من حوله، بالإضافة إلى أنه يستخدم خياله كثيراً، وهذا يدفعه لإعطاء المواقف والأشياء أكبر من حجمها، ما يزيد خوفه تجاه كل شيء.
لا تعوّديه على مشاهدة الأفلام المرعبة أو التي تتضمن مشاهد عنف، وتعرفي على أسباب خوفه..وتحدثي مباشرة معه عن أسبابه، مع الحرص على إظهار تفهمك لتلك المخاوف تماماً.
توقفي عن التوجيهات السلبية: عند توجيهك ملاحظات على مخاوف طفلك، اختاري طريقة لطيفة وغير منفرة، أو عبارات سلبية، التي ستضر كثيراً بنفسيته، يمكنك تشجيعه بكلمات إيجابية.
في النهاية، وجودك بقرب طفلك دائماً واحتواؤه، أهم طرق علاج الخوف عند الأطفال، وتأكدي أن الأمر مؤقت، وسيتجاوزه مع تقدمه في العمر، ولا بد بالطبع من استشارة الطبيب قبل تعقد الموقف.
علاج الخوف عند الأطفال عمر ثلاث سنوات
الأطفال في عمر ثلاث سنوات، يرون أنه من الصعب والمخيف أن يعيشوا بدون آبائهم وأمهاتهم، أو أن يكونوا برفقة جَلِيسَة الأطفال بدلاً منهم...لهذا ينشغل الطفل بالخيالات وخواطر الكوارث، وأن شيئاً مُرَوِّعاً سيصيبه إن انفصل أَبَوَاه.
الدراسات كشفت أن هذا الخوف والقلق لدى الأطفال يؤثر على نومهم سلباً، إذ قد يصعب عليهم النوم مساءً والعودة إلى النوم إن استيقظوا مساءً.
وأسهل أسلوب لإيجاد الأمان مساءً وليلاً عند الأطفال البالغين 3 سنوات في الأغلب ترك الطفل ينام عند أحد الوالِدَيْن.
ولا يعني السماح للأطفال البالغين ثلاثة أعوام بالنوم عند أحد الوالِدَيْن، أنهم سيواصلون النوم هناك إلى بلوغهم سن المدرسة..لا!
وإن تركز خوف الطفل وتعلق بعدم رغبته في الذهاب إلى روضة الأطفال، فلا بد لولي أمره أن يتحقق أولاً من أن وضع الطفل هناك جيد.
وإن كان خوف الطفل يتركز في تجنب أي مكان معين يعتقد بأنه مخيف، فمن المفيد الإمساك بيده، والقول له: ”فلنذهب الآن بهدوء إلى هناك وسترى أن شيئاً لن يحدث“.
وقد يفيد الطفلَ أخذ خطوات صغيرة نحو التغلب على ما يخيفه، فإن كان الأمر عدم رغبته في دخول غرفة مظلمة، فيمكن الإمساك بيد الطفل ويضيئان المصباح معاً.
وربما يذهبان في المرة القادمة ويترك الطفل يضيء المصباح، وبعد أن يعتاد الطفل على وجود أحد الوالِدَيْن، فبالإمكان مراقبة إن كان سيقوم بالمحاولة بنفسه.
وإن كان الطفل يرغب في تجنب المصعد خوفاً، فيمكنك أن تقرر والابتسامة مرتسمة على شفتيك، أنه لا بد لكما من ركوب المصعد ”لأنه ليس خطيراً“..وهكذا.
كما أن الكثير من الأطفال في عمر ثلاث سنوات المهمومين..الخائفين، ينتظرون التطمينات من والِدَيْهم دوما؛ لسماع بأن الأشياء ليست خطيرة.
وكلما ازدادت قوة مخاوف طفل الثالثة، وجب على الوالِدَيْن أن يتحليا بالحزم وقيادة الطفل في الاتجاه الصحيح.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أسباب عدّة تؤكّد أنّ حياتك ستكون أفضل كُلّما تقدمت في السنّ
دول العالم تتهرّب من استقبال السياح الأميركيين بسبب الخوف من "كورونا"