تحقيق الشخصية القيادية

حلم يكمن في داخل  كل واحد منا، لا سيما الذين يعملون في العمل العام, أو الموظفين في شركة كبيرة, وهو أن يكونوا شخصية قيادية, تقود مجموعة من الذين يأتمرون بإمرتها, وأن يتخذ قرارات صائبة وموثوق بها لكي يحقق التطور والتقدم في أي موقع كان، ولكي يكون موضع ثقة يجب أن يتمتع بصفات معينة تجعله قادرًا على القيادة الصحيحة للمجموعة التي تقع تحت قيادته، لذلك نذكر لك الصفات الذي يجب أن تتمتع بها لكي تكون تلك الشخصية.

فأولًا، يجب أن تكون محبوبًا من الأشخاص المحيطين بك، وأن لا تكون علاقتكم  تقتصر فقط على التحدث في شؤون العمل، إنما يجب أن تحاول مساعدتهم في حل مشاكلهم الشخصية دون أن تشعرهم بأنك تقحم نفسك في حياتهم،  لأن المشاكل الشخصية قد تؤثر في بعض الأحيان  على قدرة الإنسان على العطاء، فهناك الكثيرون الذي ليس لديهم القدرة على الفصل ما بين العمل والحياة  الخاصة.

وأيضًا عليك أن تكون مطلعًا على كل ما يجري من حولك في العالم، سواء في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، وأن لا تكون متقوقعًا في مجال عملك فقط، حتى يدرك جميع المحيطين بك بأنك إنسان مطلع على كل كبيرة وصغيرة في هذا العالم، مما سيزيد كم إعجابهم وثقتهم بك.

وعندما تتخذ قرارًا ما عليك أن تقنع الآخرين بصوابية هذا القرار، وأنك لا تجبر أي من الذين يقعون تحت إمرتك أنك تتخذ هذا القرار من أجل التنفيذ فقط على طريقة "نفذ, ثم اعترض"، وإنما اتخاذك له جاء بهدف تطوير العمل وإنجاحه، وعليك أن لا تعتمد، على الإطلاق، على أي من الموظفين الذين يعملون معك، بل يجب أن تكون أنت القدوة لهم، وأنك العنصر الأساسي في إنجاز المهمات الصعبة, وعليك العمل بشكل مثابر ودؤوب حتى يرى الآخرون بأنك فعلًا الشخص المناسب في المكان المناسب ويحاولون التمثل بك، وهكذا سيسير العمل بالشكل الذي تراه مناسبًا طالما أن فريقك يتخذونك مثلًا أعلى، ويحاولون بذل الجهد لإنجاح العمل كما تفعل أنت.

وإياك أن تتجاهل فريق عملك عليهم أن يشعروا باستمرار بأنهم تحت المراقبة المستمرة، وهذه المراقبة إيجابية وليست سلبية، أي أنك تراقب فريقك من أجل مكافأة المجتهد وتشجيعه, وإن جدت أحدًا من موظفيك قد أخطأ لا تكن فظًا منذ الخطأ الأول، وإنما امنحه فرصة أخرى لكي يشعر بأنه محل ثقة, ولا تحاول التفرقة بين موظفيك حتى لو أنك تشعر بينك وبين نفسك بأن ثمة من هو أفضل وأذكى من زملائه, بل كن عادلًا ومنصفًا أمام الجميع، حتى يشعر فريقك بأنك تعاملهم بشكل سوي، وأنك تطبق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع بنفس الطريقة, وسوف تكسب ثقة الجميع عندما يشعرون بأنك إنسان عادل ومنصف .