يواجه الكثيرون خيبات أمل على أصعدة مختلفة، بعضها يبدأ من سن مبكرة في المدرسة وحتى بين العائلة، واختلاف وخذلان من الأصدقاء وجرح عميق من الأحبة وحتى الفشل في تحقيق الأحلام والطموحات، وهذه كلها مجتمعة تتركنا منهكين وهي تعني أن لا نتوقع شيئًا كي لا تصدمنا خيبة الأمل، فالمرء يمكنه أن يعتاد المعاناة، وبالتالي يشعر بالفراغ بدون هذا الشعور الأليم، فلا يستطيع المضي قدما، وهذا أمر مؤسف، ويكون بالنسبة لهؤلاء إلقاء اللوم وتوجيه أصابع الاتهام لكل من حولهم هو طريقتهم في التعامل مع الأمور والنتيجة الشعور ببؤس أكبر وانغلاق على النفس، فيما الخبرات والحياة وكل شيء يتوقف.
ويرى الخبراء أن الخروج من تلك الحالة، ممكن في حال عقد العزم على التخلي عن كل هذا، والمضي قدما، وصولا إلى التغيير الجذري للنواحي السلبية كافة، واستبدالها بذراعين مفتوحتين، في الوقت الذي يعد فيه من الصعب إلغاء التوقعات، في عالم يتوقع فيه الكثير منك. فمن مسؤوليات والتزامات بدأت منذ الصغر من توقعات الأهل من أولادهم وإعدادهم للقراءة والكتابة ومن ثم التفوق في الحياة العملية وتحقيق النجاح، والوصول للاستقرار، لكن البداية من الصغر بحكايات خرافية تحمل معجزات لتأهيل الطفل على وجود الخيبات بأشكال مختلفة يتطلب عيشها قبيل بلوغ السعادة، فإن كنت تتوقع الأفضل، ومن ثم اختبرت الخذلان ولم تفهمه، فإن ذلك الإحباط التي تظهر في حال كان لديك ميل للاكتئاب، وحين تجد أنه من الصعب الوقوف على قدميك مجددا والبدء من جديد، وهذا يعني أن تتوقف عن لوم نفسك أو على الأقل تعامل مع الوضع وتقبل ذلك الشعور ومن ثم أمضي، والمانع الوحيد هو أن عقلك يمنعك جسديا من فعل أي شيء.