قصار القامة

يعتبر المثيرون أن لفظ "قزم" إهانة بالرغم من أنه مصطلح صحيح لغويًا يعتبر عن حاجة فيزيائية وجسدية، إلا أن اللفظ يعتبره الكثيرون إهانة، لما يحمله من معانٍ أخرى غير محببة، كالتصغير أو التحقير. ومشكلات قصار القامة هي نفسها في الدول العربية كافة، كمشكلات في التأخر في سن الزواج، وعدم توفر فرص العمل المناسبة، مستغلًا بذلك أنه محط أنظار المحيطين به.

إضافة إلى المشكلات الاجتماعية التي تواجه قصار القامة في مجتمعاتنا العربية، وعدم تهيئة الوسائل اللوجستية كافة، لكي يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي إلا أن السخرية تبقى أكثر إيلامًا لهم مثل التعليقات التي يسمعونها في الشارع مثل عبارة أين الوالدة، لماذا تركتك وحدك في الشارع ولكن معظمهم، قد تأقلم مع هذا النوع من العبارات ولكن البعض منهم لم يستطع تجاوز هذا النوع من العبارات ويبقى منزويًا في منزله ولا يخرج إلا نادرًا ومعظم المحيطين بهم يتعاملون معهم وكأنهم أطفال صغار وهذا ما يسبب لهم ألمًا كبيرًا .

وهناك البعض منهم ممن استعانت بهم السينما لا لخدمة الخط الدرامي ولكن من أجل إضحاك الناس لا أكثر ولا أقل، وربما من أكثر ما يواجه هؤلاء سواء من رجال أو نساء هو إيجاد شريك العمر لأن معظم الاقزام يخافون كثيراُ من المستقبل وكيف أنهم سيقضون حياتهم بمفردهم من دون دفء العائلة. ومن أكثر المشاريع التي انشئت في العالم العربي والتي اعتبرت أكثر انتاجية وحماية لمستقبل الأقزام هو المصنع الذي أسسه في الإسكندرية عصام شحاتة رئيس جمعية الأقزام المصرية، وهذا المصنع مخصص لإنتاج ملابس الاقزام وكل العاملين فيه هم من الاقزام فقط .

أما في لبنان فتقول الناشطة الحقوقية إيفون زعفراني "قصار القامة يعانون من نظرة المجتمع الساخرة منهم، ما يدفعهم للبعد عنه وتجمعهم معًا، ليشعروا بالمساواة في ما بينهم". وتابعت: "هم يحتاجون لقوانين تحفظ حقوقهم ويتم تنفيذها وليست مجرد حبر على ورق كالعادة، كما يحتاجون لإعادة تثقيف المجتمع عنهم ومعاملتهم على أنهم مواطنون من الدرجة الأولى، ويجب إعادة تثقيفهم أيضًا عن حقوقهم وواجباتهم وكيفية تعاملهم داخل المجتمع، وجزء كبير من تشكيل هذا الوعي يقع على عاتق الإعلام".

أما الدكتورة ديالا نجار فتقول بأنه أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه في حق قصار القامة هو إشعارهم بأن ليس لهم فائدة في المجتمع , بل على العكس يجب معاملتهم بأنهم أناس طبيعيون مثلنا، وإذا لم يستطع المرء من التحكم بمشاعره تجاههم ,فعليه أن لا يحتك بهم على الإطلاق واذا كنت تعتقد أن الاقتراب منهم, وملاطفتهم معناه انك تقوم بخطو ايجابية فهذا هو الخطأ الجسيم لأنه اولًا و أخيرًا، هذا الإنسان يدرك تمامًا بأنه إنسان غير طبيعي من الناحية الجسمانية, ولكنه في نفس الوقت هو إنسان كامل من الناحية العقلية، فإما أن تتعامل معه على هذا الأساس أوعليك أن لا تقترب منه على الاطلاق بخاصة وأنه من النوع الذي يملك حساسية كبيرة تجاه الاشخاص الطبيبعين.

أما الدكتور محمود عواد الأخصائي في الأمراض والصحة الجنسية, فيقول بأن قصار القامة هم طبيعيون بنسبة 100% ويستطيعون ممارسة حياتهم الجنسية بشكل طبيعي للغاية ولهم احتياجاتهم الجنسية كأي شخص عادي سواء كانوا من الرجال والنساء ويميل هؤلاء إلى ممارسة الجنس بكثرة لأن هذه الناحية تشعرهم بأنهم لا يختلفون عن الأشخاص الأخرين، من ناحية القيام بواجباتهم الزوجية على الإطلاق.