يتعرّض الكثيرون إلى مواقف ينعتون فيها الأطراف الأخرى بالمعقّدين نفسيًا، وذلك ربما يعود لبعض التصرفات المتناقضة التي تصدر من الشخص ذاته، وتعرف العقدة النفسية بأنها تلك الأفكار المترابطة و التي تسيطر على عقل الإنسان فيكبتها جزئيا أو كليا، و غالبا ما تكون هذه الأفعال مترابطة بانفعال معين، أو في صراع مع مجموعة من الأفكار الأخرى المقبولة من جانب الفرد.
وتعتبر العقدة النفسية بمثابة استعدادت لاشعورية لا يعرف الفرد منشأها و لا أصلها فيكون كل ما يشعر به هو من آثار هذه العقدة في سلوكه و شعوره جسمه أيضا، فينتج عنها القلق و الشكوك و بعض الاضطرابات الجسمية و النفسية، ومن العوامل التي تؤدي إلى تكوين العقدة النفسية نجد في المرتبة الأولى و بالأساس التربية السيئة في الصغر بحيث اعتاد الكثير من الآباء على تربية أبنائهم بواسطة الخوف كتهديدهم مثلا من أمر معين أو من فئة معينة من الناس على شاكلة الطبيب أو الشرطي و المدرس، فالأهل هنا يريدون عن حسن نية تهدئة الطفل لكن لا يدركون مدى تأثير ذلك على شخصيته في المستقبل، فقد يؤدي ذلك إلى استمراره في الشعور بالخوف من جميع الأشخاص الذيم كان يهدد بهم مهما كبر و مهما كان مستواه التعليمي أو المنصب الذي يحتله.
وقد تتكون العقدة النفسية جراء صدمة انفعالية واحدة أو من خبرات مؤلمة متكررة عند الإنسان، كأن يتعرض الطفل لمهاجمة من طرف كلب فإنه قد يتعرض لعقدة نفسية تجاه الكلاب فيصبح يخاف منهم حتى عندما يكبر، و قد تتطور العقدة ليتملكه الخوف من جميع الحيوانات الأخرى، و هذا كله بصفة لا إرادية.