تعتبر أول خطوات التفكير في العلاقة العاطفية غير الناجحة، أن تسأل نفسك، "هل تشارك أحلامك وخططك المستقبلية مع شريك حياتك، إذا لم تكن تفعل، فلماذا؟، هل يقابل حماسك من مشروع أو هواية لديك بالسخرية أو الفتور؟ فكر في ذلك، مع ملاحظة أن العلاقات الصحية هي علاقات داعمة، من الطبيعي ألا نتفق دائمًا مع كل خطط شريكنا الحياتية، لكن من الضروري الاستماع له باحترام، وعدم التقليل من شأن أحلامه وإن بدت لنا كذلك. فشريكك غير المسيء يسعد بالفرص الجيدة التي تأتيك، ويكون بالنسبة لك كعالم موازي تتشاركون فيه أحلامكما بحرية، فعليك أن تولي اهتمامك لهذه العلامة.
وهل أثنى الجميع على خزانة ملابسك الجديدة، أو زيادة تألقك بعد خسارتك بعض الوزن، أو على آخر مقال كتبته على مدونتك، بينما الشخص الأهم، الشخص الوحيد الذي ترغب في سماع تهنئته وتكتفي بها عن العالم؛ لم يفعل ذلك؟ هذه هي علامة أخرى تثبت أنك في علاقة مؤذية، فالشخص المسيء عاطفيًا يحرص على ألا يعير نجاحك اهتمام، أن يمزقك ويبقيك في الأسفل دائمًا. وهو حقًا لا يريد لك أن تمتلك شعور أفضل عن نفسك، وستجد نفسك تلقائيًا تفكر في أن كل ما تفعله غير كاف وأن عليك بذل جهد أكبر، وأنه يمكنك أن تفعل أفضل من ذلك. وبدلًا من تلقي المحبة والثناء من شريكك، سوف تحصل على ردود فعل تنزلك درجة إلى الأسفل.
وهل كنت حزينًا يومًا لفقدان كلبك، أو مرض عمك، أو خسارتك في السباق، وتحتاج إلى كتف لتستند إليه وتبكي، ثم فكرت أن شريكك لا يمكن الاعتماد عليه في مثل هذه الحالات؟ إذن أنت في علاقة مؤذية، فالأشخاص المسيئين عاطفيًا يرغبون دومًا في إبقائك تحت سيطرتهم، أن يكون تركيزك بالكامل عليهم. هم أيضًا لا يمتلكون سعة صدر لتحمل مشكلاتك، فتجدهم يميلون إلى إنهائها سريعًا كي تعود مجددًا تحت سيطرتهم. على العكس نجد الشريك المحب في الجوار دائمًا، هو المكان الوحيد الذي يشعرنا بالأمان، ويعوضنا عن الفقد والحزن، يتأثر لخسارتنا ويقف إلى جانبنا. فكن حذر إذا لم تجد شريكك بجانبك في الأوقات الصعبة.
وفي أي علاقة مؤذية يتهرب شريكك دائمًا من تحمل المسؤولية، وإلقاء اللوم عليك، في حالات مثل العناية بالأطفال، إذا لم تطلبِ منه من البداية مشاركتك في ذلك، تجديه يعتبر هذا من واجباتك أنتِ فقط، وينشغل هو في العمل أو مشاهدة التلفزيون من دون أن يعرض عليك المساعدة، وكل خطأ يحدث لهم، تجديه يلقي باللوم عليك ويتهمك بالتقصير، وأي نقاش معه عن ضرورة مساعدتك في المنزل غير مجدي على الإطلاق. فهو يشعر أن كل آماله المحطمة في الحياة لها أسباب خارجية، وتصبحين أنتِ الهدف الأقرب لإلقاء الذنب عليه.