قد تمر على زواجك سنوات وتستيقظين فجأة لتكتشفي أن مشاعر الحب الجميلة المتدفقة التي كانت يومًا ما تدخل السرور والسعادة على روحك قد أصبحت ذكرى، وتتساءلين عن سر تحول حياتك الزوجية إلى هذا الإيقاع الرتيب الممل الخالي من حرارة المشاعر والأحاسيس.
صحيح أنك عشت طوال هذه السنوات الماضية منشغلة بشكل أساسي بمحاولة تأمين استقرار الحياة الزوجية والتصدي لكل المخاطر التي يمكن أن تهدد ركائز الحياة الأسرية وتوفير الضمانات المادية والاجتماعية وترتيب الأوضاع المعيشية، ورغم أنك نجحتي في تحقيق مستوى معينًا في هذا الاتجاه بما أثمر عن تقليل معدل المشكلات والعقبات والتحديات، إلا أنه خلال هذه الرحلة تاهت المشاعر المتقدة والعاطفة الجياشة، التي كنتي تعيشينها مع زوجك في المرحلة الأولى والأيام الجميلة التي صاحبت بداية الزواج.
ولكنك الآن تشعرين بحنين جارف للعودة إلى هذه الأجواء الرومانسية والمشاعر التي تظلل حياتك الزوجية، ترغبين في استعادة حالة الحب التي كنتي تجدينها من جانب زوجك ونظرة الحب واللهفة التي كنتي ترينها في عينيه بشكل مستمر، ومما لا شك فيه أن هناك العديد من الخطوات التي يمكنك الاعتماد عليها من أجل الوصول إلى هذه الغاية.
وفي البداية لا تشعري بالقلق للوقوع في هذا الفخ لأن كثير من العلاقات الزوجية تمر به وكثير من الزوجات تتناسى وسط مسؤوليات الحياة والرغبة في تأمين الأوضاع المعيشية أهمية الحفاظ على حب الزوج وإعجابه واشتياقه، وتذكري الجانب الإيجابي وهو أنك في هذه المرحلة الجديدة من حياتك الزوجية ستشعرين بدرجة من الأمان كما أنك ستكونين قد تحررتي من قيود الخجل وعدم التفاهم الناجم عن قلة العشرة مع الزوج، وكل هذا يعني أنك ستكونين أكثر قدرة على توجيه دفة العلاقة في الاتجاه الذي تريدين، ويمكنك مستندة إلى مشاعر الحب الحقيقية في داخل قلبك تجاه زوجك أن تعيديه إلى حالة الحب والاشتياق والحنين لك.
إذا كنتي تريدين بالفعل أن يعود زوجك إلى الوقوع في حبك من جديد، فمن المهم أن تعودي أنت نفسك إلى نفس الحالة الرومانسية والعاطفية التي كنتي تتسمين بها في بداية حياتك الزوجية معه، بل مارسي نفس الأشياء اللطيفة التي كنتي تحرصين عليها مثل الاهتمام بما يشغل باله وهواياته والأطعمة المفضلة له والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تجعله في حالة من السعادة والرضا والإشباع الوجداني، تأكدي طوال الوقت في داخل نفسك أنك تريدين استعادة قلب زوجك من جديد.
انتهزي كل الفرص العابرة لكي تظهري مشاعرك المتدفقة لزوجك من خلال نظرة عينيك أو كلمة حانية تخرج منك بشكل تلقائي وتدخل إلى قلبه، وتجعله يشعر أن هذا الحب الذي مرت عليه سنوات قد ينبعث من جديد ويعود مرة أخرى ليكون له طعم لا مثيل له
ويمكنك وأن تتسوقين مع زوجك أن تمسكي إحدى ثمار الفاكهة وتهديها إليه وتقولي كلمة الحب الحقيقية النابعة من روحك، وثقي أن هذا الإحساس سيصل إليه بشكل كامل وسيؤثر في قلبه ويجعله يشعر بأن فيض مشاعرك يملأ كيانك طوال الوقت.
فاجئي زوجك بأنك تفعلين أشياء جديدة هو يعلم أنك لم تكوني تحبينها في السابق وإنما أنت تقدمين على هذه الأشياء من أجل أن تفوزي بقلبه من جديد، فمثلا إن كنتي لم تعتادي على متابعة الأحداث الرياضية والمباريات، يمكن أن تبدأي في فعل ذلك من أجل الوصول إلى قلب زوجك الذي يحب هذه الأمور، ويتمنى أن تشاركيه اهتمامه.
وعندما تصنعين لزوجك وجبة طعام شهية احرصي على تقديمها في مناخ من الرومانسية والمشاعر، وتأكدي أنك عندما تقومين بإعداد الطعام لزوجك بيديك ستكون رسالة الحب والحنين أكبر وأعمق من مجرد أن تطلبي الطعام من الخارج ويأتي بشكل جاهز إلى البيت. ومن الضروري أن تعيدي الاهتمام بالجوانب الجمالية والشكلية وتستعيدي رونقك كأنثى بحيث تلفتين اهتمام زوجك إلى جمالك وإلى رقتك وإلى رغبتك في أن تعيشي المشاعر الزوجية الحميمية الرائقة التي تجعله يشعر بجذوة الحب في أعماقه ويحس بالحنين المستمر لك.
ولتبعدي عن حياتك الملل الزوجي المؤدي إلى الفتور، يجب عليك كسر روتينك اليومي ، غيري هذا الروتين بين وقت وآخر، واهتمي بزوجك أكثر من زيارة الأهل، سافري بخيالك وفكرك إلى منطقة جديدة للمزيد من الاطلاع والمعرفة ، خذي يوم إجازة من العمل ونامي من أجل الراحة وهكذا.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، خصصي لنفسك وزوجك أجازة بين فترة وأخرى تنعزلان فيها عن كل ما حولكما من أرق وضجيج ، فقط أنتِ وهو في مكان هادئ بعيد عن الضجيج ولا يعكر الصفاء حولكما سوى ضحككما ، ناما كثيراً وكلا لتنتعش الصحة واضحكا لشد بشرة الوجه.
ولتضمني تجدد الحب في حياتك الزوجية تعلمي فن "التنازل" فهو ضرورة تحكمك في ردود أفعالك أثناء الشجار، وتذكري أن الخلافات الزوجية ليست حلبة مصارعة يحاول كل طرف أن يكون هو الأقوى ، إن لم تستطيع التحكم في انفعالاتك اعلمي أنها بداية الفراق النفسي على الأقل.
ويجدر بك كذلك أن تتمتعي بروح الدعابة لأنه إذا وجدت الدعابة بين أي زوجين فلابد وأنهما سعداء لأنها رباط قوي يحمي العلاقة بين الأزواج فإذا فقدت فإن الكثير من الأمور تسير عكس اتجاهها الصحيح ، لأن انعدام التواصل وحب النكد سواء من الزوج أو الزوجة يؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية، ومن أهم علامات هذا الأمر هو انقطاع الضحك والكلام بين الزوجين.
واحرصي كذلك على تبادل الهدايا الرمزية، أو البطاقات الملونة التي تحمل عبارات جميلة ، مع تخصيص وقت لجلوسك مع زوجك وتجنبي الحديث حول مشاكل الأولاد ومصروف البيت. وتذكري دائمًا أن دور المرأة هو توفير الراحة لأهل بيتها وعدم إثارة غيرة زوجها وعدم إزعاجه أثناء نومه، أو تناوله طعامه والوقوف بجانبه في كل شدائد الحياة.