التركيز في الأمور العادية أمر وارد جدًا، يُمكنك أن تفعله بسهولة من خلال تنقية ذهنك من كل الشوائب التي تدور فيه، وما يعنينا الآن هو الوصول إلى قمة التركيز، أمر صعب جدًا ولا يُمكن تحقيقه سوى بالقيام بحل جذري، هذا الحل الجذري سيحتاج منك مجهودًا ذهنيًا كبيرًا جدًا، قد يفوق بالمناسبة قدراتك، فكيف إذن يُمكن الوصول إليه؟ في الحقيقة هذا ممكن، والبعض بالفعل يستعمل أنواعًا من الأدوية من شأنها فعل ذلك، لكن تلك الأدوية غالبًا ما يظهر مفعولها السلبي، ولهذا نحن ببساطة بحاجة إلى طرق طبيعية نضمن أن لا يكون لها أثر سلبي، وطبعًا تلك الطرق كثيرة، وعلى رأسها مثلاً الاهتمام بالتغذية بصورة سليمة.
العقل هو الجزء الذي يمكن الوصول به إلى قمة التركيز، وكما يقولون، العقل السليم في الجسم السليم، لذلك إذا أردنا حقًا أن نصل إلى قمة تركيزنا فليس علينا سوى التركيز في الحصول على التغذية السليمة بأي طريقة ممكنة، وطبعًا ليس كل طعام سيضمن لنا تحقيق ذلك الأمر، وإنما ثمة أطعمة معينة غنية بالفوائد المهمة، وعلى رأسها قمة التركيز، وعمومًا يجدر بنا الاهتمام بالبروتينات والسكريات والموالح، فهي أنواع الأطعمة المُصرح لها بالولوج إلى العقل ورفع تركيزه. التغذية السليمة كذلك تضمن عدم الإكثار من الطعام، فلا يعني مصطلح التغذية السليمة أن نأكل كميات كبيرة من أنواع الطعام المختلفة، فهذه في الحقيقة ليست تغذية سليمة، وإنما هي التغذية الخاطئة، وربما يلاحظ البعض منكم أن أكثر الذين يُعانون من ضعف التركيز هم الذين يُعانون في الوقت نفسه من أمراض سوء التغذية، المتمثلة في السمنة، ما نريد قوله ببساطة أن الأمور يجب أن لا تُؤخذ بظاهرها، فالتغذية السليمة تعني طعامًا سليمًا وليس كثيرًا.
وتعد الرياضة من أكثر الأشياء التي تُسهم في الوصول إلى قمة التركيز، فالشخص الرياضي أولًا يُخرج شحنات اليأس والإحباط من جسده عند ممارسة الرياضة، وهو أمر إيجابي يُسهم في رفع درجة التركيز، بالإضافة إلى أن الرياضة تُنظم عملية التنفس ودخول الأكسجين وخروجه، وهو أمر مهم أيضًا، والحقيقة أن فوائد الرياضة لا تتوقف عند ذلك الأمر، حيث تسهم كذلك في إفراز هرمون مفيد جدًا من أجل التركيز. والتمارين الرياضية ليست جميعها تصلح لقمة التركيز، فهناك بعض التمارين التي يكون غرضها الرئيسي التخسيس مثلاً، ولا نحتاج إلى أن نوضح أن تلك التمارين من هذه النوعية تُسبب نوعًا من أنواع الإنهاك للجسم، وبالتالي فإنه يفقد القدرة على التركيز، ولهذا فإنه من الضروري إيجاد التوازن بين أنواع التمارين حتى تُفيد التركيز في المقام الأول، وطبعًا بكل ما مضى يمكننا أن نضع الرياضة جنبًا إلى جنب مع التغذية السليمة كأحد أسباب وطرق الوصول إلى قمة التركيز.
وأيضًا من ضمن طرق الوصول إلى قمة التركيز شرب الشاي والقهوة بانتظام، ونحن هنا لا نقول الإكثار منهما، وإنما فقط بالقدر الكافي الذي يجعلنا نحصل على التركيز المطلوب، والسر في فاعلية هذين المشروبين أنهما يحتويا على قدر كبير من الكافيين، والكافيين لمن لا يعرف مادة مُحفزة ومُسببة لزيادة التركيز ونسبته في الجسم، وطبعًا أنتم تلاحظون أن البعض يُطلق على مثل هذه المشروبات اسم المنبهات، وذلك لأنها تقوم بهذه المهمة فعلًا، وهي تنبيه الجسم من أجل التركيز، والإنسان منذ يومه الأول حاول البحث عن المشروبات التي تؤدي إلى تلك المهمة، فوصل إلى بعضها، ثم تكفل الزمن فيما بعد بالوصول إلى البعض الآخر، ومن المؤكد أن ثمة مشروبات أخرى تحمل الفائدة ذاتها لكنها فقط ليست شهيرة بنفس قدر شهرة القهوة والشاي.