من أهم القضايا التي يواجها المجتمع هي تأثير المشاكل الزوجية على الأبناء بشكل سلبي والتي تضر المجتمع فيما بعد، لأن الأبناء يتضررون كثيرًا ويصابوا بالعديد من الأمراض النفسية.
من الضروري أن تعلموا أعزائي الأمهات والآباء أن كثرة المشاكل والخلافات التي تشتعل بينكم قد يتأثر بها أبنائكم بشدة، ومن أقوى الاحتمالات هي إصابتهم بحالة نفسية شديدة ونوبات من القلق النفسي والعصبي قد تصل للدخول في حالات من الاكتئاب الحاد، فيتأثر الطفل بالمناوشات والأزمات الأسرية عن طريق الميل إلى العزلة والوحدة والشعور بالخجل الشديد والابتعاد عن الآخرين وعدم حدوث أي تواصل مع أصدقائه أو عدم تكوين أي علاقات اجتماعية جديدة، كما يشعر أيضًا بنوبات من التوتر المتواصلة والاضطرابات العاطفية والتفكير الدائم بالمشاكل التي تحدث بين الوالدين والتفكير في انفصالهما و ما هو سيكون مصيره.
ومع الشعور بالنوبات النفسية الشديدة قد يشعرون الأبناء أيضًا بحالات من القلق الدائم وقد يظهر هذا القلق عليهم بشكل كبير وبطرق مختلفة، فمنهم الذين يقومون بمص أصابعهم أو قضم أظافرهم أو شد شعرهم بطريقة عنيفة، ويحدث ذلك من كثرة الشعور بالقلق والتوتر ويخرجون هذه الطاقة على هيئة هذه المظاهر المقلقة المختلفة، فيشعرون أيضًا بعدم الأمان وعدم الثقة بالآخرين بالإضافة إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس.
يشعر الأبناء أيضًا بالغضب والانفعال والعصبية الشديدة مع الدخول في نوبات من الهلع والخوف وهذه تكون طريقة غير مباشرة لعدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم، هناك أبناء قد يصابون بمشاكل عديدة في النطق مثل التلعثم الشديد والتأتأة وعدم الحديث بطريقة صحيحة، ويصابون بالتبول اللاإرادي أيضًا وهذه تعد من أكبر المشكلات الجسدية التي يصاب بها الأبناء.
تؤثر المشاكل والخلافات الأسرية على مستوى الطفل الدراسي بسبب التركيز والانتباه والتفكير طوال الوقت في أحداث المشكلة وتفاصيلها ولا ينتبه أبدا لدراسته ودروسه ويفشل في أداء امتحاناته، يرسب فيها ويزداد الأمر سوءا وبالتالي قد يخسر الطفل مستقبله الدراسي، كما يصاب الطفل بحالة من العنف الشديدة تجاه الآخرين ولا يستطيع التواصل مع أصدقائه ومدرسيه ويصل الأمر لعدم احترامهم أيضًا وذلك بسبب الذي يراه بين والده ووالدته وافتقاده للأصول والقيم والسلوك والأخلاق الحميدة، ويتعرض فقط للصراخ والبكاء والعنف وأحيانا الضرب، لهذا احرصوا على عدم إظهار المشاكل أمام أولادكم لأنهم هم اللذين يدفعون الثمن من مستقبلهم وحياتهم الدراسية والعاطفية.
يزداد الأمر خطورة على الأبناء في سن المراهقة بشكل كبير فمنهم الذي يتجه لمصاحبة أصدقاء السوء وارتكاب الجرائم والمشاكل، ذلك بسبب تأثير الخلافات وعدم التفاهم والاحترام بين والديه والتي تزداد بكثرة شديدة دون توقف ومن الممكن أن يتطاول الابن على والده إذا زادت المشكلة تعقيدًا من أجل الدفاع عن والدته مما يضطر الأمر إلى أن يهرب من المنزل وسيلتقي بأصحاب السوء، من الممكن ان يتجه لتناول المواد المخدرة والكحوليات وهنا يبدأ مستقبل الأبناء في الضياع. بينما الفتيات المراهقات فقد تتجه بقبول أي رجل يتقدم لها من أجل التخلص من هذا المنزل الكئيب والمليء بالمشاكل والخلافات الحادة.