القضية تتجدد يوماً بعد يوم.. مع ظهور كل منتج جديد جذاب من الألعاب الإلكترونية، لدرجة أنه لم يعد هناك بيت يخلو من وجود تلك الألعاب، يرافقها شكوى تتكرر على لسان معظم الآباء عن سيطرتها على عقول الأطفال ووقتهم، صغاراً كانوا أو كباراً، وقت الإجازة أو في حالة الدراسة!
حيث تتركز المشكلة في الجوانب السلبيّة التي تتركها تلك الألعاب؛ نتيجة لكثرة ممارستها، من فقد للتركيز وانعزالية واضطرابات نفسية.. والأخطر ميول وسلوكيات عدوانية.. ليصبح الناتج في النهاية طفلاً أنانياً انطوائياً، ومراهقاً.. سلوكه عدواني! اللقاء مع خبير البرمجة التكنولوجية وتصميم الألعاب الدكتور منير محمد المرسي؛ للشرح والتفسير.
جاذبية الألعاب الإلكترونية
رغم أن الألعاب الإلكترونية موجودة منذ عقود، إلا أنها أصبحت أكثر انتشاراً مؤخراً؛ لأن الإنترنت أصبح متوفراً ومتاحاً في كل وقت.
الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، أياً كان نوعها، يرجع إلى أن الألعاب المتصلة بالإنترنت باتت توفر الاتصال بلاعبين آخرين وبمراسلات فورية.
كثرة ممارسة هذه الألعاب، جعلت الابن يعيش في عُزلة عن الآخرين، وهدفه الأعلى إشباع رغباته في اللعب، ما يساعد على تكون شخصية أنانية وزيادة حبه لنفسه.
وفي المقابل، أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الأبناء الذين يميلون لهذه الألعاب الإلكترونية، ويمارسونها بشكل كبير، لديهم تراجع وضعف في التحصيل الأكاديمي.
كما ثبت أنّ هذه الألعاب تُؤثّر أيضاً على الصحّة العامّة للطفل على المدى البعيد؛ فهي تؤدّي إلى إصابته بالتهابات المفاصل، وقلّة المُرونة الحركيّة، والاضطرابات النفسيّة.
الآثار السلبية الناتجة عن الألعاب الإلكترونية
غياب الرغبة في التواصل مع الآخرين، واللعب معهم، ورفض الخروج من المنزل.
التوتر المستمر في حال عدم وجود الأجهزة الإلكترونية التي اعتاد اللعب بها.
فقدان التركيز وعدم القدرة على الكتابة والدراسة بشكل صحيح.
فقدان الاهتمام بالأنشطة الأخرى، وعدم الرغبة في فعل أي شيء آخر.
تدني المستوى الدراسي.. بسبب تعلق الابن بالأجهزة الإلكترونية بغرض اللعب.
علاقة الألعاب الإلكترونية بالسلوك العدواني
أنواع السلوك العدواني المكتسبة من الألعاب الإلكترونية لدى الأبناء تتمثل في:
العدوان اللفظي: يظهر بصورة القول والكلام.. كالسبّ والشتم ووصف الآخرين بصفات سيئة.
العدوان التعبيري أو بالإشارة، وكذلك العدوان الجسدي العنيف: كاستخدام الابن جسده في إيذاء الآخرين.
عدوان المنافسة: غالباً ما يكون السلوك العدواني حالة عابرة في سلوك الابن نتيجة المنافسة أثناء اللعب.
العدوان الجماعي: يوجهه مجموعة من الأبناء نحو طفل أو أكثر.
العدوانية عند الأبناء المضطربين سلوكياً.. قد يوجهونها نحو الذات؛ بهدف إيذاء النفس مثل تمزيق الابن لملابسه أو كتبه أو لطم الوجه أو ضرب الرأس.
خطوات لعلاج تعلق الطفل والمراهق بالألعاب الإلكترونية
شغل أوقات الفراغ للطفل أو المراهق، بممارسة الرياضة أو القراءة أو التنزه.
تحديد أوقات من اليوم لممارسة الألعاب الإلكترونية.. والالتزام بها من الطرفين.
متابعة أو مراقبة الأطفال أثناء تفاعلهم مع تلك الألعاب.. ومشاركتهم لبعض الوقت.
التقرب إلى الأبناء ومناقشة مشاكلهم والعمل على حلها.. بجانب إتاحة الفرصة لهم للعب والاستمتاع.
الأضرار العامة للألعاب الإلكترونية
التأثير الضار على الذاكرة على المدى الطويل.
إصابة الأطفال بالانطواء والكآبة، عند وصول الطفل لحد الإفراط.
الإصابة بخمول الدماغ وإجهاده، وضعف الذاكرة الطويلة المدى.
إصابة الطفل بالتوحد والعزلة، وصعوبة التواصل مع من حوله.
الإصابة بالصداع والإجهاد العصبي، والإحساس بالإرهاق، ومرض باركنسون "الرعاش".
التأثير الضار على العيون وضعف النظر، والمخ.
الكسل والخمول، والهذيان الذهني، كما يميل الأطفال للعدوانية المفرطة.
تشنجات عضلات العنق، والتي يمكن أن تصل للإصابة بإعاقات في فقرات الرقبة والظهر.
بالإضافة لآلام عضلات الظهر والكتفين.. وضعف التحصيل العلمي والرسوب، والفشل الدراسي.
تابع.. أضرار الألعاب الإلكترونية
من الآثار الشديدة الضرر للألعاب الالكترونية؛ ذلك الوميض المتقطع للمستويات العالية والمختلفة للإضاءة، ما يؤدي للإصابة بالصرع.
ومن الناحية الاجتماعية، فإن الألعاب الإلكترونية تتسبب في اضطرابات النوم، والعزلة الاجتماعية، وفقدان القدرة على التفكير السليم؛ وذلك لشدة انجذاب الطفل أو المراهق لأحداث اللعبة واندماجه معها.
تتزامن الألعاب الإلكترونية للأطفال بالموسيقى الصاخبة، وهي من المخاطر الصحية الحادة، والتي يسببها هذا النوع من الأصوات الصاخبة، والتي قد تتسبب في فقدان السمع والصمم.
انبعاث الأشعة الكهرومغناطيسية من الألعاب والأجهزة الإلكترونية، تسبب آثاراً ضارة مثل التوتر والخوف غير المبرر والانفعالات السلبية، وزيادة حساسية الجلد والصدر، والتهابات المفاصل وهشاشة العظام.
قد يهمك أيضا:
10 علاجات لعلامات التمدد عند المراهقين
أسباب تراجع مهارات التواصل الاجتماعي الواقعي عند الأطفال والمراهقين