تطور سلوكيات الأطفال

أكّد علماء النفس أن توقعاتنا لسلوكيات أطفالنا تسهم في تكوينها، وبدأ هذا الاعتقاد لدى العلماء من بينهم البروفيسور روزنتال، وتسمى "تأثير روزنتال"، ومن بعدها قامت دراسات عديد تؤيد هذا المعتقد، بمعنى أن ما تظنه في سلوكيات أطفالك سوف تجده ماثلاً أمامك، إذا اعتقدت بأن طفلك قادر على القيام بأمر ما سوف تجده كذلك.

حقيقة الدراسة
لا يعتمد الأمر على التوقع فقط، فحين تتوقع أمر ما من طفلك فأنت تتصرف معه بناء عليه، فإذا اعتقدت أن طفلك ذكي سوف تكون طريقة تعاملك معه مختلفة تماماً عما إذا اعتقدت أن قدراته الذكائية أقل!
أي اعتقاد تتبنيه عن أطفالك سوف تجدين كافة الدلائل لصحته سواءً كان اعتقادك جيد أو سيء. مهما كانت محاولاتك في إخفاء اعتقادك إلا أن عقلك الباطن يُظهرها في نبرة صوتك أو لغة جسدك، وهذا الأمر يسهم في تثبيت المعتقد الذي تملكينه لدى الطفل فيتصرف بناءً على توقعاتك.

اقرا ايضاً:

من الأفضل لحضانة الطفل أم مريضة أم أب متزوج
ثمة دراسة نفسية تؤكد أن اعتقادك بنجاح طفلك في أمر ما، يسهم في نجاحه بالفعل، ولا يعني هذا أن اعتقادك سبب كافٍ للنجاح ولكنه يُسهم ويساعد، لأن معاملتك للطفل ونمط حديثك معه سيختلف بناء على توقعك الذي سوف يساهم في نجاحه أكثر، بعد دراسة شملت 1000 من المراهقين، وجدت أن الذين عاشوا في بيئة معنفة وخالية من التوقعات الجيدة للطفل كانوا أكثر لجوء للإدمانات المختلفة وكانت علاقتهم مع والديهم سيئة.

توصيات تسهم في تطوير طفلك
علمي طفلك أن يكون ذا عقلية تتسم بالنجاح (العقلية المتطورة Growth mindset) أي لا يستسلم لفكرة أن مادة الرياضيات مثلاً صعبة بالنسبة له، إنما يتخذ قرار بأنه قادر على تعلم أي شيء إذا أراد حقاً، فيكرس له الوقت والجهد والأسلوب المناسب الذي سيساعده على التطور في مادة الرياضيات بسهولة.
تذكري أن كل طفل ينمو ويتطور وفقاً لجدوله الزمني الخاص به، فهو يختلف عن أخيه الأكبر أو عن ابن أختك الذي يماثله بالعمر، فكل طفل يتعلم ويتطور في الوقت المناسب له.
لذا حين تطلب من طفل أن يسأل بلطف مثلاً! وتظن أنه يفهمك وبإمكانه فعل ذلك ولكنه يخفق مراراً، فلا تغضب منه ولا تعاقبه، انظر للأمر من زاوية أخرى في أنه قد يفتقر للمهارات اللازمة لإتقان ذلك، ولا تستهيني بقدرات طفلك، ولا تقومي بإحباطه حين يحاول ويخفق.
إن نجاح طفلك في إتقان مهارة الكتابة مثلاً، يساعد على زيادة ثقته بنفسه، قومي بإعطائه المهارات التي تتناسب مع عمره وقدراته، لأن الشعور بالنجاح يساعده لتطوير نفسه بصورة أفضل.
من غير المجدي أن تقولي لطفل يبلغ الثالثة من عمره أنك سوف تقرأ الكتاب بمهارة! هذه العبارة قد تكون تحفيزية ولكنها سوف تحبطه إذا لم يتمكن من القراءة، ولكن قومي بتجزئة هذا الهدف لأهداف أصغر منه وتطوير عادات بسيطة تساهم في تحقيقه وساعديه على ذلك.

قد يهمك ايضاً:

ابنتي لا تحب الدراسة وأخاف عليها من صديقاتها 

كيف انظم وقتي بين الدراسة والحياة الاجتماعية