كل امرأة تعشق غيرة زوجها عليها فهي دليل على الحب، لكن، أحيانًا تصبح الغيرة خارج نطاق السيطرة لتتحول إلى غيرة مرضية، فكل علاقة زوجية ناجحة، يجب أن تسودها المودة والحب والاحترام والمصداقية وإلا تحولت الحياة بين الزوجين إلى جحيم من المعاناة، هناك العديد من الأزواج لا يتعاملون مع زوجاتهم بالشكل الذي يليق بهذه العلاقة السامية والعكس بالعكس، ولعل أكثر ما يفسد العلاقة الزوجية هو الغيرة الزائدة التي تصل حد المرض والوسواس.
وكشف إخصائي الأمراض النفسية والعصبية، الدكتور جمال حافظ، أن الغيرة هي ملح العلاقة ودليل على الحب المتبادل، لكن، أحيانًا قل تصل إلى حد المرض النفسي في هذه الحالة نتحدث عن الغيرة المرضية أو متلازمة عطيل نسبة إلى عطيل الشخصية الرئيسية في مسرحية شكسبير الشهيرة الذي قتل زوجته متوهمًا أنها قد خانته.
وأضاف الدكتور حافظ، أن هنا يصبح الزوج مشغولًا بأفكار ضلالية بشأن خيانة شريكته له، بدون أن يكون معه دليلًا حقيقيًا على ذلك، وتصاحب هذه الأفكار تصرفات غير أخلاقية لا تليق بجوهر العلاقة الزوجية مثل المطاردة والتلصص على الزوجة ومراقبتها، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى التعنيف والتجريح.
وأوضح الدكتور حافظ، أن زوجكِ إذا قام بتوجيه اتهام مباشر أو غير مباشر لكِ بكونكِ تهتمين بشخص آخر أو تنظرين له بشكل عاطفي ورومانسي، هذا دليل على غيرته المرضية، أيضًا سؤال زوجكِ لكِ المستمر عن مكان تواجدكِ وعن المتواجدين معكِ، متابعًا ويقوم زوجكِ غالبًا باستجوابكِ بشكل يشبه تحقيقات النيابة عن مكالماتكِ الهاتفية أو الأرقام التي اتصلتِ بها أو حول الأصدقاء الذين تقومين بإضافتهم إلى حساباتكِ الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن يحظر عليكِ استخدام هذه المواقع أو أن يطالبكِ بحذف بعض الأشخاص من قائمة أصدقائكِ دون سبب مقنع.
وتابع الدكتور حافظ، أن اتهامه لكِ بالتوقف عن حبه خاصة إن كانت العلاقة الجنسية بينكما تعرف بعض الفتور، كذلك إذا بدء زوجكِ بتعنيفكِ جسديًا أو التلفظ بكلام جارح في حقكِ مع أول مشاجرة بينكما.
وأوضح الدكتور حافظ طرق علاج الغيرة المرضية، قائلًا "من أجل علاج الغيرة المرضية، يجب أولًا أن يتم تقييمها بشكل صحيح عن طريق معرفة معلومات عن الشريك كمعرفة تاريخه المرضي وحالته النفسية، وإجراء فحوصات على حالته العقلية للتأكد من أنه غير مصاب بأمراض نفسية أخرى قد أدت إلى ظهور الغيرة كعرض لها".
أما علاج الغيرة المرضية عن طريق العلاج النفسي، فأوضح الدكتور حافظ، أنها تتم أولًا محاولة علاج الشخص المصاب عن طريق تعريفه بالحالة المصاب بها ومدى خطورتها عليه وعلى شريكته والمحيطين به، وبعد ذلك يتم استخدام العلاج السلوكي والعلاج المعرفي الإدراكي في محاولة لتقويم حالته النفسية، يتم ذلك عن طريق حضور جلسات فردية مع الطبيب النفسي المختص أو بحضور الزوجة، في بعض الأحيان بحضور بعض أفراد عائلته.
وأشار الدكتور حافظ، إلى أنه إذا لم ينجح العلاج عن طريق العلاج النفسي، يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي تكون بالطبع تحت إشراف طبيب مختص، وليس أن يقوم المصاب بتعاطي الأدوية بنفسه، لما تسببه من خطورة شديدة، غالبًا ما تكون هذه الأدوية من فئة الأدوية المضادة للذهان والمضادة للاكتئاب.
ولفت الدكتور حافظ، إلى أنه من أفضل طرق التعامل مع الزوج الغيور، إن تأكدتِ أن زوجكِ مصاب بالغيرة المرضية هي عدم محاولة إشعال نيران الغيرة في قلبه، كيف ذلك؟ الأمر بسيط !حاولي عدم إثارة المزيد من شكوكه لا تضعي أرقامًا سرية على مدخل هاتفكِ المحمول وغيرها من الأمور، كما ننصحكِ بأن تتمالكين أعصابكِ وتحاولي الإجابة على كافة أسئلته بصدر رحب في محاولة لامتصاص غضبه وشكه لأن امتناعكِ عن إجابته سيزيد من شكه ووسواسه، فطمئنيه أنكِ تحبينه وستظلين بجانبه.