يُعاني الكثير من الشباب في الوقت الحالي من الخوف من تحمل المسؤولية، ما يجعل البعض ينظر إليهم بأنهم جبناء أو أنانيين أو ضعفاء، والحقيقة أنه ليس ضعفا أو عدم قدرة على تحمل المسؤولية ولكنها عدم ثقة في النفس، بمعنى أنهم يخافون من مواجهة الآخرين بآرائهم واختياراتهم، وهذا ما أكدته الدكتورة ديالا نجار. وأوضحت أن الخوف من تحمل المسؤولية قد يصل إلى مرحلة الخوف المرضي أو خوف من تقليل استقلاليتهم بالارتباط بأشخاص يتحملون مسؤوليتهم ويقيدون من حريتهم، وهذا ناتج من تحمل جزء كبير من الضغوط مثل تحمل مسؤولية فجأة، وقتها ينتاب الشخص نوع من التوتر والقلق والخوف من هذه المسؤولية المفاجئة، فيكون الرد الدفاعي منهم هو إظهار عدم القدرة على تحمل هذه المسؤولية والرهبة المفرطة من وجود أي ضغوط عليهم.
وأشارت في حديث إلى "لايف ستايل" إلى أن السبب وراء الخوف من تحمل المسؤولية قد يكون أن الشخص يحاول إخفاء عيوبه وضعفه وعدم قدرته على أداء المفروض عليه بالرفض التام لتحمل المسؤولية والتوكل على شخص آخر في تحمل أي مسؤولية، حيث أنه في هذه الحالة تكون الصورة الذهنية لهذا الشخص سلبية للغاية، بمعنى أنه يرى نفسه شخصا غير كفء وضعيف ولا يستطيع اتخاذ قرار وتحمل نتيجة اختياره.
وأوضحت أنه من بين الأسباب أيضاً هو بعض الأخطاء في التربية مثل أن الوالدين لديهم وجهة نظر معينة هم أعلم بها أنها صحيحة وإجبار الابن على تنفيذها مع عدم مناقشتها، مضيفة أن السبب الآخر وراء تكوين صورة ذهنية ضعيفة لدى الشخص عن نفسه هو أنه لديه محاولاته المستمرة لإرضاء والديه بما قد يفوق طاقته وسعيه الدائم للوصول إلى المثالية، فحينما يفشل الشخص في إرضاء كل الناس وهذا أمر طبيعى يصاب بنوع من عدم الثقة بالنفس وأنه غير قادر على أداء عمل كامل بنفسه.
وأكدت أنه لعلاج هذه الحالة يجب على الشخص معرفه أنه لا يوجد هروب إلى الأبد، لابد من وجود مواجهة لهذه المسؤولية وتغيير بعض الاعتقادات عن نفسه مثل أنه يستطيع تحمل المسؤولية، ولابد من بداية محاولاته لتحمل المسؤولية حتى لو كانت صغيرة في أول الأمر ومعرفة أن المحاولة والفشل مرة ومرتين وثلاثة أفضل بكثير من تسليم قيادة حياته لأشخاص آخرين واستسلامك لمعتقداتك بأنك شخص ضعيف، واعلم أنه لا يوجد شخص وُلد وهو متحمل للمسؤولية وأن تحمل المسؤولية مهارة مثلها مثل أي مهارة أخرى، ولبناء هذه المهارة وجعلها جزء من حياتك لابد تحاول بجد وبتفاؤل وبثقة في نفسك وبمحاولة جادة في تحمل مسؤولية أي شيء وتحمل نتيجة اختيارك وبالتكرار ستكون هذه العادة جزءا لا يتجزأ من حياتك ومن تكوينك الشخصي.