كشفت الأخصائية الأسرية الأردنية، الدكتورة نجوى عارف، عن أن الأسر العربية لا تتحدث عن مشاكلها الأسرية والجنسية من تلقاء نفسها.
وأشارت، في حديث إلى "لايف ستايل"، إلى أن أكثر المشاكل بين الأزواج تتمثل في عدم اتقان مهارة الحوار بينهم, والتدخل الزائد من قبل الأهل في حياة الأبناء المتزوجين، موضحة أن شكاوى الأبناء من الأهل تكمن في العصبية الزائدة من قبل الوالدين، والإهمال، والتدخل الزائد، والعنف الزائد.
وأوضحت "عارف"، الحاصلة- على درجة الدكتوراة في الإرشاد النفسي، من جامعة القاهرة، أن الإرشاد الأسري هو التخصص الذي يهتم بالعلاقات والتفاعلات والمشاكل الأسرية، التي قد يتعرض لها الفرد والأسرة، وأن المرشد الأسري هو شخص متخصص علميًا في تقديم الإرشاد والتوجيه والاستشارة إلى الأفراد والأسر.
وأشارت إلى أن الأسر في القديم لم تكن تتقبل فكرة اللجوء إلى المرشدين الأسريين، كونهم غرباء عن أسرهم، لكن في الوقت الحالي، ومع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الأسر تتقبل فكرة الاستعانة بمختص لاستشارته في بعض الأمور العائلية، والمشكلات الأسرية، موضحة أن فكرة الجلسات الإصلاحية مازالت غير مقبولة في المجتمعات العربية، فمعظم الأسر عندما تلجأ إلى المرشد الأسري تتوقع أن المشكلة سيتم حلها في جلسة واحدة, لكن في بعض الحالات، عندما تقتنع الأسر بجدوى الجلسات، تحاول جاهدة أن تتبع تعليمات المرشد.
ونوهت "عارف" بأن الزوجة تفضل الاستعانة بمرشدة، حتى تشعر بالراحة في البوح بمشاعرها ومعاناتها، خاصة عند الحاجة إلى التحدث عن العلاقة الحميمة، وكذلك الرجل قد لا يرتاح للتحدث مع مرشدة، لكنه يفضل أن تسعين زوجته بمرشدة.
وشددت على أن بعض الأسر العربية أصبحت أكثر تفتحًا، وأكثر رغبة في التعلم والابتعاد عن الطرق التقليدية. وأصبحت تعي أن هناك اختلاف وتطور متسارع، وأنها بحاجة ماسة لمجاراة هذا التطور والتقدم، فأصبحت تبحث عن المعلومة المفيدة وتقدرها.
ولفتت "عارف" إلى أن الزوجة والأم هي الأكثر لجوءًا للمرشد الأسري، بسبب المعتقدات المجتمعية التي تضع نجاح الحياة الأسرية ونجاح الأبناء على عاتق المرأة فقط. واعتبرت أن الاهتمام بالإرشاد الأسري في السابق كان أكاديميًا فقط، أي مجرد مواد تدرس ضمن اختصاص الإرشاد النفسي في الجامعات, ولكن منذ الثمانينات أصبح هناك اهتمام بهذا الموضوع من قبل المجتمعات، ويتضح ذلك من خلال الأعداد الهائلة من المراكز الإرشادية الموجودة في معظم الدول العربية، والتي تركز على الجانب الأسري, إضافة إلى الاهتمام بالنصائح التي تقدم إلى الأسرة من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات، مؤكدة أن المرشد الأسري ينجح في إصلاح ذات البين، والدليل أن الدول التي ألحقت مراكز الإرشاد الأسري والمرشدين الأسريين بالمحاكم الشرعية ساهمت في تخفيض نسب الطلاق.