استخدام طفلكِ ألفاظًا نابية

تشعر الأم في كثير من الأحيان بالدهشة عندما تتسلل على مسامعها "ألفاظ نابية" من أفواه أطفالها الصغار، وسرعان ما تتحول الدهشة إلى قلق وغضب وتساؤل بذات الوقت، كيف ستعالج هذه المشكلة وتتخطّاها؟ لا تقلقي عزيزتي الأم، فالاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك توضح لكِ أسباب استخدام الطفل لهذه الألفاظ، وكيف يمكن التخلص منها.

تقول الدكتورة أمل إن التلفظ بكلمات نابية ما هو إلا تعبير عن ردة فعل للتوتر والغضب النفسي الناجم لدى الطفل، وينتج عنه التفوه بهذه الألفاظ النابية كأداة للتعبير عما يجول في نفس الطفل للطرف الآخر، وبما تحمله هذه الألفاظ من معانٍ مثيرة لسخطه وشعوره بالارتياح بترديدها والتندر بها أمام الآخرين للفت انتباههم.

قد يهمك أيضًا :

اكتشفي أسباب تجاهل الزوج لزوجته "وقت الخصام"

وتضيف: "يتعلم الطفل الألفاظ النابية من محيطه الاجتماعي مثل الأسرة والحي والإعلام المرئي والمسموع والأقران، وقد يضاف لهم عاملة المنزل والسائق أو الباعة أثناء تجواله مع الأهل في السوق"، ووفق بورشك: "يستحسن الطفل التلفظ بهذه العبارات للتعبير عن ذاته، أو للتعبير عن انفعاله وغضبه، ويسعد بتلفظه لها أمام أفراد العائلة عندما لا تكون مخارج نطقه للحروف مكتمله، فيشجعونه على ترديدها ويضحك الأهل على تلفظه لها فيعززون لفظه لها وبذلك تدخل ضمن قاموسه للمفردات اللغوية، فيثير اهتمام من حوله بها".

ولعل من أبرز الأسباب التي تدعو إلى استخدام الألفاظ النابية هي وفق الاختصاصية بورشك، افتقار الطفل لمخزون لغوي من الكلمات الطيبة، وتعبيره عن غضبه لإثارة اهتمام من حوله بها وليؤذي مشاعرهم بها، بالإضافة إلى التقليد الأعمى للآخرين دون وعي منه بأبعاد الألفاظ النابية، وعدم اهتمام الأهل في البداية عند تلفظها ولفت انتباههم بطريقة تلفظه لها يشجعه على الاستمرار باستخدامها، وإجازة استخدام هذه الألفاظ من الكبار وعدم السماح باستخدامها من الصغار يثير رغبة الطفل باستخدامها.

وأوضحت بورشك أهمية الجلوس مع الطفل والتواصل معه بإيجابية وجرأة أدبية وتعليمه فنون الكلام والسماح له بحرية التعبير، وتوضيح معاني تلك الألفاظ والتأكيد بأنها ألفاظ غير مقبولة اجتماعيا، وأن هناك ألفاظا طيبة وجملا يمكن أن يستخدمها للتعبير عن انفعالاته أو غضبه عند اللزوم والاستماع لمشكلاته التي يعاني منها.

وتدعو بورشك إلى توظيف الأسلوب القصصي مع الطفل وتمثيل أدوار أبطال القصة لغرس القيم الإيجابية وزيادة مفرداته اللغوية ما أمكن، ومواجهته بأن هناك الكثير من الألفاظ التي نسمعها في الإعلام أو يتفوه بها الكبار ليست سوية، ولا داعي لتقليده لها متى ما شاء فهي تعطي صورة غير جميلة عن شخصيته.

ودعت إلى تبني قدوة حسنة من القصص الدينية والاجتماعية لدى الطفل وهي كثيرة، إلى جانب استخدام التعزيز الإيجابي عند التزام الطفل بعدم التلفظ بها وعدم اللجوء للضرب أو استخدام الفلفل أو غسل الفم بالصابون لتنظيف لسانه من الألفاظ، ويجب أيضا التحلي بالهدوء والصبر والمثابرة في حل أسباب تلفظ الطفل بهذه الألفاظ النابية وعدم الشعور بالإحباط وخيبة الأمل لأنها نتيجة طبيعة لازدواجية تصرفات الكبار، أما إذا كان الخلل من الأب أو أحد الزملاء في المدرسة، فيمكن كما تقول الاختصاصية بورشك التحدث مع الشخص المعني بتلفظه للألفاظ النابية، وتوضيح أثر شخصه كقدوة مؤثرة في حياة الطفل وأن عليه التريث قبل التلفظ بمثل هذه الألفاظ.

قد يهمك أيضًا :

طرق التعامل مع الزوج الكاشف لأسرار البيت للآخرين