هل العيد هو أروع وقت في السنة أم أكثر الأوقات إرهاقاً؟ بالنسبة للبعض يكون العيد وقتاً مثالياً للراحة والاسترخاء والاستمتاع بالإجازة مع العائلة والأصدقاء، لكنّ هناك آخرين يكون العيد بالنسبة إليهم مصدر قلق وتوتر شديد.
وفقاً لدراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية، يميل عدد أكبر من الناس (38%) للشعور بأن التوتر يزداد، بدلاً من أن ينخفض في فترة الأعياد، وفي استطلاع آخر أجرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي في عام 2021، عندما سُئل الكبار "كيف تصفين مشاعركِ تجاه موسم الأعياد القادم؟"، كتب حوالي 20% من المستجيبين أنهم يصابون بالتوتر والقلق، أو الحزن والاكتئاب في العيد.
أسباب القلق والتوتر في المناسبات
بالنسبة لكثير من الناس، تكون الأعياد الوقت المعتاد للالتقاء بالكثير من الأشخاص، والقيام بالكثير من الخطط والمهام، أو طهي الكثير من الطعام، وكل هذا الضغط يولّد لديهم شعوراً متزايداً بالضغط والتوتر في فترة الأعياد أو المناسبات.
وإضافة إلى الضغوطات المعتادة، مثل الذهاب إلى العمل أو الاهتمام بالأسرة، هناك هدايا وسفر وتسوق وطهي وتزيين، وغيرها من المهام التي يجب القيام بها في المناسبات والأعياد، ناهيك عن التكلفة الإضافية التي تأتي مع كل هذه الأشياء الإضافية.
وخلال موسم الأعياد، يبلغ الأشخاص عن قلقهم الشديد بشأن الوقت والمال والنزعة التجارية للعطلات، فبدلاً من القلق بشأن الاجتماعات أو رؤية رئيسكِ في العمل، قد تشعرين بتوتر أو قلق من أن يتم الاتصال بكِ ومطالبتكِ بالمزيد من العمل أثناء إجازة العيد، أو تشعرين بالقلق بشأن حالة بريدكِ الوارد بمجرد عودتكِ إلى العمل، والذي يكون ممتلئاً بالرسائل والمهام العديدة.
تغيير روتين اليوم المعتاد خلال المناسبات هو سبب التوتر
يمكن أن يؤدي السفر في العطلات أو العشاء مع أفراد العائلة الكبيرة، إلى تغيير النظام والروتين اليومي، وهو ما يكون مرهقاً حتى لو بدت الأمور تسير بسلاسة؛ فكل هذا الاضطراب قد يجعل من الصعب الحفاظ على العادات الصحية.
وقد يتسبب وجود الطعام في جميع أنحاء المنزل وتناول وجبات خفيفة باستمرار (وهي وجبات ليست بالضرورة صحية)، والسهر لوقت متأخر من الليل، مع عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، وأيضاً السفر وما يسببه من إرهاق أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، في مزيد من الإجهاد والتوتر. وإذا كنتِ تزورين أقاربكِ أو تحتاجين إلى توفير مساحة لاستقبال ومبيت الأقارب في منزلكِ؛ فقد يعني ذلك أنكِ لن تنامي بالشكل المعتاد، وكل ذلك يزيد من توتركِ.
من ناحية أخرى، قد تضطرين في فترة الأعياد والمناسبات إلى إلغاء أو إعادة جدولة ممارسات الرعاية الذاتية، مثل التمارين الرياضة، أو تمارين اليوجا أو التنفس العميق، أو الوقت الشخصي لكتابة مدوناتكِ أو الأنشطة اليومية العادية؛ بهدف إفساح المجال للاحتفالات والتجمعات العائلية، وهو ما يُسبب الإرهاق أو التوتر الشديد.
توقعات الإصابة بالكآبة بعد المناسبات والعطلات
تحدث كآبة ما بعد العطلة عندما ينتهي شيء كنا نتطلع إليه، أو شيء استمتعنا به، فبعد العطلات تبدأ الحياة اليومية العادية، مما يجعلنا نشعر بالضيق قليلاً قبل العودة إلى الأيام الروتينية.
فحتى لو وجدنا الإجازات مرهقة، فإن طبيعة موسم الأعياد تختفي فجأة عندما تنتهي الإجازات، ويمكن أن يجعلنا ذلك نشعر بالفراغ أو الخمول، كما يمكن أن يؤدي توقع الإجهاد والتعب بعد العطلات إلى زيادة الضغط والتوتر أثناء موسم الأعياد.. هل ترغبين بالتعرف على أضرار السهر على الصحة النفسية؟
أعراض التوتر والقلق في المناسبات
الإحباط والحزن والتعب والضيق من أبرز أعراض التوتر في المناسبات (المصدر: Freepik)
يمكن أن يكون للتوتر والقلق أثناء العطلة العديد من الآثار الجانبية التي تشبه الإصابة بالتوتر والقلق على مدار العام، مثل اضطرابات النوم والأوجاع والآلام ومشاكل الجهاز الهضمي. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- التعب.
- الإحباط.
- الشعور بالوحدة.
- الحزن.
أفضل النصائح للتعامل مع التوتر والضغط في المناسبات
مثلما لا توجد طريقة واحدة للاحتفال بموسم الأعياد، لا توجد طريقة واحدة للعناية بصحتكِ العقلية في هذا الوقت من العام، ولكن يُعد تناول الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والتفكير الإيجابي، من الخطوات التي تساعد على التخفيف من آثار التوتر والقلق على الجسم في أيام الأعياد المزدحمة بالمهام.
وحاولي عدم الانشغال بشكل مبالغ به في أيام المناسبات، فليس من الضروري تلبية جميع الدعوات والعزائم التي تتلقينها في العيد، إذ يُمكن الاعتذار بشكل لائق والحصول على بعض الراحة في المنزل والاكتفاء بمشاهدة التلفزيون والنوم لعدد ساعات كافية؛ بهدف إعادة شحن طاقتكِ من جديد والتخلص من توتر الأعياد.
قد يهمك أيضا
معلومات عن أنواع المهارات المعرفية عند الأطفال