عندما يكون الوالدان متأكدين من قرارهما، فعليهما إخبار أطفالهما بقرار العيش منفصلين، وعلى الرغم من أنه ليس هناك طريقة سهلة لمواجهة الأطفال بخبر الطلاق، وإذا كان ذلك ممكنا فمن الأفضل أن يشترك الوالدان في تلك المهمة ويخبرا أطفالهما عن قرارهما بالانفصال، مع ضرورة عدم إظهار أي مشاعر تدل على الغضب والشعور بالذنب أو اللوم. كما يجب على الأب والأم التّدرب على كيفية إخبار أطفالهما دون أن تظهر عليهما مشاعر الغضب أثناء الحديث.
وعلى الرغم من أن النقاش حول الطلاق يجب أن يكون متلائما مع عمر الطفل، ونضجه، ومزاجه، فلابد أن تصل له رسالة واحدة أساسية ألا وهي: أن ما حدث هو بين الأم والأب فقط ، وقد إختلفت وجهات نظرهما، وليس خطأ الأطفال، فمعظم الأطفال يشعرون باللوم حتى بعد أن يبرئهم الآباء من ذلك الذنب لذلك فمن الضروري قيام الوالدين بالحفاظ على توفير هذا الاطمئنان.
ومن جهة أخرى لابد من إخبار الأبناء بتغيّر واختلاف الطريقة التي يحب بها البالغون بعضهم بعضا، أو الحال عند عدم اتفاقهما على أمور معينة، وهي أسباب تدفعهم للعيش بعيدا عن بعضهم البعض، ولكن يجب تذكيرهم أيضا بارتباط الآباء والأمهات والأطفال ارتباطا وثيقا مدى الحياة، من قبل الولادة أو التبني، حتى وإن كان الآباء والأمهات والأطفال في كثير من الأحيان يختلفون على أشياء كثيرة، ولكن هذه سنة الحياة ، فمحبة الآباء والأمهات والأطفال لبعضهم لا تتوقف حتى بعد انفصال الأم والأب عن بعضهما.
كما يجب إعطاء الأطفال ما يكفي من المعلومات لإعدادهم للتغييرات المقبلة في حياتهم، ومحاولة الإجابة على أسئلتهم وبصدق كلما أمكن الأمر، كما يجب( الحذر )من إخبار الأطفال بكل الأسباب الكامنة وراء الطلاق (لا سيما إذا كان يتضمن ذلك إلقاء اللوم على الوالد الآخر). لذلك يكفي بالنسبة لهم مجرد فهم ما سيتغير في روتين حياتهم اليومية ومالذي لن يتغير. وبالنسبة للأطفال الأصغر سنا، فمن الأفضل أن يكون شرح الطلاق وأسبابه يسيرا. فقد تقول شيئا مثل: "سيعيش كلا منا في منزل مختلف حتى لانتشاجر كثيرا، ومع ذلك فكلانا نحبك كثيرا". والأطفال الأكبر سنا والمراهقين قد يكونون أكثر استيعابا مع ما قد يمر به الآباء، وربما تكثر أسئلتهم استنادا إلى الحديث أو النقاش الحاصل بين الوالدين.
ونكرر هنا مرارا : من أجل سلامة وقوة ومتانة الروابط التي تربط الأسرة ، لابد من التفكير والتريث قليلا قبل إتخاذ قرار الطلاق ، وقد يعجز البعض منا عن اتخاذ الخطوات المناسبة ، عندها من الممكن للأبوين الانتظام في كورسات للعلاقات الزوجية ، وكيفية تخطي المشكلات الأسرية ، وكيفية معاملة صغارنا ، وسيستفيد الطرفان (الأب والأم ) معا ، إما بتصحيح المسار أو إستكمال الطلاق بشكل راقي لايضر صغارنا ويضرنا، لأننا حتما سنلتقي ونكمل طريق تربية الأولاد ، حتي لاتكون الخسارة جسيمة.