يعدّ تنظيم وقت الطفل ومحاولة استغلال وقت فراغه في ما يفيده أمرا مهما لا يرتبط بالصيف أو أوقات الدراسة، ولا يشمل الدراسة والمرح فقط، بل لا بد من أنشطة تشمل الاثنين معا، والفائدة ستعود على الطفل في كل مراحل حياته، والأم قادرة على القيام بهذا الدور.
تضع الدكتورة ماجدة مصطفى الأستاذة في كلية تربية حلوان، لنا الطريقة في نقاط مبسطة.
تنظيم وقت طفلك
الأم تستطيع فعل الكثير لطفلها إن ابتعدت عن الأحاديث المطولة بالجوال، وقللت من زياراتها المتكررة للأهل والصديقات، وابتعدت عن مشاهدة بعض المسلسلات، أو كثرة النوم والاهتمام بتصفح النت لساعات، ولا بد أن يعتاد الطفل على فكرة تنظيم الوقت لتتحقق الاستفادة القصوى؛ مثل الإنجاز والمرح مع الدراسة، ولا بد أن يقوم والداه بالأمر ذاته حتى يتقبل الطفل الأمر بسهولة، ولا يشعر به ثقيلاً عليه وحده، ولا تتركيه ينام وسط اليوم حتى لا يؤثر عليه سلبياً على أداء واجباته وصلاته ونومه، كما أن تعوده على تحمل المسؤولية وحب مساعدة الغير يشعره بالمسؤولية والالتزام عموماً.
املأي وقت فراغ طفلك، بتحفيظه القرآن، بشراء اللعب التي تنمي الذاكرة والحفظ، اجلسي مع طفلك لتتعرفي على طريقة تفكيره مما يعطيك شعوراً بالسعادة والطفل يشعر بالأمان، واصطحبيه في نزهة ليخرج من جو البيت، ولا تتدخلي في خصوصيات طفلك بشكل يثير تذمره وإزعاجه، وبالتالي يرفض إملاءات الآباء عليه؛ الأطفال هم أمل المستقبل، هم عماد الحياة، ولكل منهم عالمه الخاص وخصوصيته التي يجب الحصول عليها بشكل كامل.
كل طفل يميل للعب والمرح ولساعات طويلة، وعليك أن تعطى طفلك حقه في هذا المرح واللعب، ولا تحمليه بطلبات والتزامات تفوق طاقته وأنت تنظمين وقت فراغه، فتستهلكينه في أمور تؤثر سلباً على شخصيته ومستقبله بالكامل.
لإشغال وقت فراغ طفلك يمكنك إخفاء بعض الألعاب، واطلبي منه البحث عنها وأن يجدها في أقل وقت ممكن فيشعر بروح المغامرة، والمنافسة -مع الوقت- والرغبة في الحصول على النتيجة المطلوبة لتحقيق النجاح.
علمي طفلك ممارسة رياضة ما والانتظام في تدريباتها، كالسباحة أو كرة القدم أو السلة وغيرها من الرياضيات التي تساعد على بناء الجسم بشكل صحي وسليم، بالإضافة إلى تنمية القدرات العقلية، كما أنها توسع المدارك وتنشط الذكاء.
عودي طفلك على اتباع العادات السليمة في قضاء أوقات فراغه واستغلالها، اجعليه -مثلاً- يساعدك في بعض الأعمال المنزلية البسيطة جداً؛ معاونتك في إعداد الطعام؛ ترتيب المائدة، رص الأطباق والأدوات.
القراءة في مختلف المجالات قبل النوم بدلاً من مشاهدة التلفاز أو اللعب بالإلكترونيات، تقوي التركيز والذاكرة وتمده بالكثير من المعلومات والمعارف، مع القدرة على تخيل المشاهد ورسمها، وربما رغب في كتابة قصص قصيرة.
تمتعي برحابة الصدر والصبر لتحمل ما يقوم به طفلك من تصرفات غير مرضية، وما رأيك بمشاركته في عمل ألبوم للصور؛ يجمع الصور ويلصقها في كتيب صغير، ويكتب أسفلها سبب تفضيله لهذه الصورة، كما يمكنه تسجيل أسماء الشخصيات الموجودة بالصور، فتكون له ذكرى عند الكبر.
وفي أوقات الدراسة والمدرسة لا تدعيه يذاكر ساعات طويلة متواصلة؛ اقتطعي وقتاً للمرح والترفيه ومشاهدة التلفزيون، كل ساعة أو اثنتين حتى لا يمل وينظر للمذاكرة على أنها هم كبير وثقل صعب.
وأخيراً تؤكد الدكتورة ماجدة أستاذة التربية، أن تنظيم وقت الطفل واستغلال ساعات الفراغ إن بدأ معه منذ الصغر يصبح عادة مثمرة للطفل عند الكبر، تؤثر إيجابياً على مناحي حياته علمياً وثقافياً واجتماعياً وصحياً.
قد يهمك ايضاً: