المشكلة : أنا فتاة عمري16، ومنذ سنة أشعر أن تفكيري وعاطفتي في الزواج، لدرجة أني أشعر بالحسد البنات الأكبر مني إذا تزوجن، وصرت أربط سعادتي بفلانة تزوجت قبل أمس، ولا أحب ذلك اليوم، وأحمل هم المقبلة على الزواج، وصرت أفكر بالناس وخصوصًا المتزوجين، وصرت أفكر أن فلانة في الشهر القادمة ستتزوج! الرجاء الإفادة؛ فقد تعبت نفسيتي، وكرهت حياتي، وحاولت أن أغير تفكيري الذي يزعجني ليلاً ونهارًا، فهل هذا طبيعي؟
الحل : إن ما يحدث عندك -يا ابنتي- هو عبارة عن أفكار إلحاحية تتركز حول الزواج وكل ما يمت إليه بصلة، وبما أن هذه الأفكار بدأت تؤثر سلبًا على حياتك؛ فيجب التعامل معها كما يتم التعامل مع حالات الوساوس القهري. وعلاج الوساوس القهري يتم عن طريق إشراك الأدوية مع العلاج السلوكي المعرفي، ومبدأ هذا العلاج هو تدريب النفس على تحقير الفكرة الوسواسية وتشتيتها، مع دعم هذا التدريب بالأدوية المناسبة، وأنصحك -يا ابنتي- بالتعرف على الظرف الذي يثير فكرة الزواج في ذهنك، والحرص قدر الإمكان على تفادي هذا الظرف، وفي حال وجدت نفسك في ظرف تمكنت فيه الأفكار الوسواسية منك؛ فأنصحك بالتحدث إلى نفسك بصوت تسمعينه وقولي لها: أعرف بأن ما ينتابني الآن هو مجرد أفكار فقط، وهي أفكار غير منطقية وغير عقلانية، فالزواج ليس بيد أحد، بل هو بيد الله وهو رزق من عنده، وسأنال رزقي حينما يشاء عز وجل، وأنا ما زلت صغيرة السن، وقد يكون في تأخير الزواج خير كبير لي، وقد يكون الخير ليس في الزواج المبكر، بل في إكمال تعليمي أولاً؛ فأكون زوجة وأمًا أكثر وعيًا وثقافة في المستقبل، وهذا لربما يكون أفضل لي ولأسرتي؛ لذلك سأدع تلك الأفكار الوسواسية تمر في ذهني مرورًا عابرًا، ولن أضخمها ولن أغذيها بالمشاعر السلبية ولا بمشاعر الكره للآخرين..، ثم قومي بسرعة وغادري المكان الذي تكونين فيه إلى مكان آخر، وأشغلي نفسك بعمل تحبينه، كتحضير وجبة طعام أو كوب شاي، أو محادثة صديقة تحبينها أو غير ذلك؛ هنا سيحدث بعثرة وتشتيت لتلك الأفكار الإلحاحية، وستذهب عن ذهنك، ومع مرور الوقت وتكرار هذا التصرف سيكتسب الدماغ منعكسًا سلوكيًا جديدًا يجعلك تغادرين مكانك وتشغلين نفسك بعمل مفيد كلما راودتك الأفكار غير المرغوب فيها. وفي الحالات الشديدة من الوساوس قد يلزم إضافة علاج دوائي مساعد للعلاج السلوكي المعرفي، وهنالك الكثير من الأدوية الآمنة والفعالة لمعالجة الوسواس القهري، لكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيبة المختصة من أجل تحديد الجرعة المناسبة لجسمك، والبدء بها بشكل متدرج، وسيبدأ التحسن في خلال 2-3 أسابيع بإذن الله تعالى.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك