المشكلة: ابنتى عمرها 15 سنة وهي أصغر أولادي ، وهي ذكية وجميلة وطيبة ومجتهدة في دراستها ومتفوقة دائمًا، ولكنها دائمة التألم من شعورها بالوحدة بين أصحابها في المدرسة، وتكون ردود أفعالها عنيفة إذا ما شعرت أنهم يضايقونها أو يتحاشونها، وتبكي كثيرًا لذلك، وهي كثيرة الصمت في البيت، ولكن علاقتي بها جيدة فهي تحكي لي عما يضايقها، وتشاورني في أمورها وأنا أشعر بالحيرة من مشكلتها مع صديقاتها ولا أدري ماذا أفعل؟
الحل: أقدر مشاعرك واهتمامك بابنتك ومشاعرها، علاقتك الجيدة يا عزيزتي من أجمل ما في الأمر، وهو بلاشك سيسهل عليك مساعدة ابنتك لتخطي ما تشعر به، وأبشرك وأطمئنك أنه طبيعي نظرًا لطبيعة شخصيتها وسماتها، وطبيعة مرحلة المراهقة التي تمر بها، فالمراهق يا عزيزتي الأم الطيبة وكما يقول الدكتور أحمد ضبيع أستاذ الطب النفسي هو شخص يعاني بسبب هرموناته 24 ساعة في اليوم لمدة 12 عامًا! ما عليك هو الصبر، وعدم الانابة عنها في حل مشكلاتها، أو مساعدتها في العيش في دور الضحية لصديقاتها، وألا تتسم معاملتك لها بالحساسية المفرطة فتقلد هي ذلك مع نفسها وغيرها، رويدًا رويدًا يا عزيزتي ستتعلم صغيرتك الواقعية في التعاملات فلا تقلقي ولا تستعجلي ذلك. أما كثرة شكواها من الصديقات فيستلزم ذلك عدم مساعدتها على الاستمرار في ذلك بالتشتيت بعيدًا عن الموضوع، فلا تتجاهلي مشاعرها ولكن في الوقت نفسه لا تعطين الأمر تهويل وتضخيم يؤثر سلبيا فتنغمس هي في دور الضحية ، ولكن غيري الموضوعات التي تتحدثون فيها، واجعليها متشعبة ومتنوعة، فيصل إليها أن ما تعانيه ليس نهاية العالم، ولا الأصدقاء هم العالم! وأخيرًا استثمرى علاقتك الجيدة بصغيرتك المراهقة في مساعدتها على اكتشاف قدراتها وتطوير مهاراتها والتعرف على ذاتها لتنشغل في هذه المرحلة بما يفيدها، ويقوي شخصيتها، ويساعدها على التعرف على ذاتها، وحبها، وتنميتها، واصطحبيها معك في خروجاتك ونزهاتك، وساعديها على التعرف على أشخاص جدد حتى تتسع دائرة معارفها، وتكتسب خبرات في التعامل مع الناس على اختلاف أنماط شخصياتهم، مما ينضج الشخصية ويقلل معاناتها.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك