فأنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، أدرس بالثانوية، لقد تعرضت لعدة مواقف حزينة أوشكت على إدخالي إلى دائرة الجنون، منها تعلّقي بالأستاذة؛ لدرجة أني أصبحت أراها في كل زاوية... دام هذا الكابوس لمدة 3 سنوات، كنت أظل أبكي ليلاً ونهاراً، لكن بعد أن نجحت في شهادة التعليم المتوسط وانتقلت إلى الثانوية، قمت بمواعدة شخص جارنا أحببته وأحبني، وقام بخطبتي، وكان له الفضل في نسياني الأستاذة. لكن بعد مرور عام ونصف قمت بالتخلي عن حبيبي؛ لتعرضنا لمشاكل، وبدأ الكابوس الماضي الذي كنت أعاني منه يعود إليَّ تدريجياً، فأوشكت على الجنون، ولم أستطع التحمل، فأنا سأصبح مجنونة بالكامل ولا أعرف ماذا أفعل!
انتبهي يا ابنتي، فهناك الكثير من الأشخاص الذين اعتادوا أن تكون في حياتهم أمور تزعجهم؛ ليشكوا ويبكوا ويشغلوا من حولهم! 3- أتمنى ألا تكون «ننوسة الحنتوسة» من أمثال هؤلاء، وأعتقد أنها أعقل من ذلك، خاصة أن أسلوبها في كتابة رسالتها والتعبير عن مشكلتها يؤكد تعقلها ونضج تفكيرها! 4- أقول لها أيضاً إن تعلقها المبالغ فيه بمدرستها أمر طبيعي أثناء المراهقة، لكن المبالغة تأتي بسبب الفراغ!! نعم... فلو اهتمت نوسة بتطوير نفسها في القراءة، واكتساب المعلومات، وتعلّم لغة أجنبية مثلاً، لأصبح أمر التعلق بالمعلمة وغيرها مسألة صغيرة، ولا تستحق أن نعيش من أجلها كل هذه الهموم!! 5- وبصراحة الحل موجود؛ وهو بيد نوسة وليس عند سواها. وما يؤكد رأي خالة حنونة أن «ننوسة» نفسها لم تستطع أن تذكر سبباً معقولاً للخلاف مع خطيبها، وكأنها من دون وعي تبحث عن أي أزمة لتبكي عليها، وتغني لنفسها «مظلومة يا ناس يا هوووه»!!. 6- قبل أن أختم أريد أن أقول لـ«نوساية العقلانية» ألا تخاف من الجنون، فلا يمكن للعاقل أن يكون مجنوناً؛ لأن المجنون لا يعرف أنه عاقل!! ولهذا مطلوب منها أن تضع برنامجاً تدلل فيه نفسها؛ فتتمتع بالقراءة والاطلاع واكتساب المعلومات، وتستمع إلى الموسيقى، وتنمّي هواية تحبها، وتتعرف على صديقات جديدات، وتبتعد تماماً عن الحديث عن حبها وخيبتها، فالشكوى لغير الله مذلة. 7- أما ردي على سؤالها «ماذا أفعل؟»، فهي تعرف جيداً ماذا يجب أن تفعل، وأول فعل هو اختيار الكلية التي ستكمل فيها دراستها الجامعية، وبعد سنة أو أكثر قليلاً ستضحك كثيراً، وهي تتذكر مشكلتها التي أرسلتها إلى خالة حنونة حين كانت خائفة من أن تصبح مجنونة!!
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك