منذ دخولي الجامعة و أشعر بإختلاف كبير بين طريقة تفكيري و قدرتي على التركيز قبل الإلتحاق بها و بعد الإلتحاق ، فأصبحت غير قادر على الإبداع و النهوض بمستواي الدراسي علماً بأنني كنت من أوائل مدرستي الثانوية ، لكن حاليا أشعر بإحباط و يأس شديدين ، ففشلي في دراستي و فشلي في تحقيق مستقبل جيد لا يعني تحطم أحلامي و آمالي وحدي و إنما أسرتي كلها و لا أريد ذلك أن يحدث، فأريد أن أسعدهم و أن أحقق لهم ما يتمنوه مني ، لكن لا أجد الطريق و لا أعرف كيف أبدأ و من أين أبدأ و إلي ماذا أصل ، و قد زامن دخولي إلى الجامعة بعض الأمور أولها أنها لم تكن الهدف الذي كنت أعمل حتى أصل إليه و لكن قدر الله ألا أصل إليه و أن التحق بتلك الجامعة ، فجعلت منها طريقا جديدا أبدأ فيه ، و أمر آخر أنني قد أعجبت بفتاة و زاد تفكيري بها حتى أحببتها و أحببت التفكير بها ، لا أراها كثيرا ربما مرتين أو ثلاث أسبوعيا و تكفيني رؤيتها بأن أكون سعيدا ، و المشكلة تكمن في أنني مقيد ، لا أعرف هل أصارحها و كيف أخبرها بذلك أم أحاول إنقاذ نفسي و أفكر بمستقبلي أم أن أحاول الوصول لصفاء ذهني يساعدني على التحصيل الدراسي و اجتياز الإمتحانات
اهلا بك يا ولدي واعتقد ان عرف السبب بطل العجب، انت تعتقد ان الجامعة تلاهي وستلية وحب وغرام ولن يسألك احد ماذا تفعل ولا دراسة ولا تعب ولكن تفاجئت بان كل هذه الأمور التي تمر بها تسحبك للوراء لأن الجامعة تحتاج الى دراسة ومتابعة وتركيز وصحيحة وبعد عن الملاهي واضاعة الوقت. واعتقد ان اهلك يبذلون الغالي والثمين لأجل تعليمك ولأجل تحقيق احلامك انت لأجلك انت وليس لأجلهم هم فلا تهدر تعبك وتعبهم ومالهم عبثا. الحب لا قيمة ولا معنى له الان فانت تحتاج اولا لتضع قدمك على الطريق الصحيح وتثبت نفسك وتعرف كيف تعود للسيطرة على الوضع وبعد ذلك تركز في تخصصك ثم تبحث عن عمل بسيط وانت في الجامعة ثم تتخرج ثم تبدا بتكوين نفسك ثم تحب وتخطب وتتزوج، وانت بدأت العملية بالعكس تريد ان تحب ويكون لك عشيقة وانت لم تخطو الخطوة الأولى بعد. لذا انفض كل هذا الكلام السلبي من عقلك واترك قصص الحب التي توقعك في الحرام والخطايا وابتعد عن حرمات الناس وصن اعراضهم ليصون الله عرضك واستغفر ربك وركز في دراستك، واليك هذه الملاحظات لتساعدك تلعب الحالة النفسية دورًا كبيرا في النجاح، لذا الخطوة الاولى ستكون بتغيير برمجة العقل الباطني بترديد كلمات ايجابية بحق النفس وانك قادر ويمكنك ان تنجح وبما ان غيرك نجح ستنجح.. وان ارادتك قوية، وستبذل جهد وستعمل على التركيز.... الخ، يعني ان تقوم بعكس كل الصفات السلبية وتحولها الى ايجابية وتبدأ بترديدها، وستجد ان نظرتك للأمور اصبحت مختلفة.عليك أن تعرف أن التوتر والقلق ليست حلول، بل هي مظاهر تعمل على زيادة الوضع سوءًا. لذا الخطوة الأولى للاتجاه الصحيح أن نتخلص من كل هذه المشاعر والمظاهر السلبية واستبدالها بمشاعر وأفكار إيجابية، مثل انا قادر سأنظم افكاري، الكل يستطيع ان ينجح وانا سأنجح، سأتميّز، انا مسيطر على الوضع، أنا مجتهد... الخ من هذه الأمور.الدراسة تحتاج الى جهد ومتابعة ورغبة ووضع هدف ووجود حاجة، كن صريحا مع نفسك واعرف ما هي حاجتك للدراسة؟ لماذا يجب ان تدرس من الاساس؟ تحدث مع غيرك! وستجد ان كل الاجابات تنصب ان العلم ضرورة وسلاح ووسيلة للعمل والتقدم في الحياة وبديل لعثرات الزمن، ويعطي قيمة فلم يتساوى من يعلمون ومن لا يعلمون!!!! ان استطعت ان تحدد قيمة العلم وحاجتك له ستقترب خطوات أكثر من هدفك وهو النجاح.يجب وضع خطة وترتيب الامور وحضور الدروس وتسجيل الملاحظات، وتعزيز التذكر، لذا لا بد من قراءة موضوع منحنى النسيان لتعرفي كيف يتذكر العقل المعلومات ويركزها في ذاكرته اثناء التعلّم، وهو يوضح لك ان المعلومة يتم فقدانها من الذاكرة بسرعة كبيرة الا ان هناك بعض الأمور التي تعمل على حفظ المعلومة واهمها التكرار ويضاف إلى ذلك عامل الأهمية، أي حسب أهمية الموضوع بالنسبة لك. ومع التكرار وزيادة الاهتمام بالموضوع والتركيز الواعي والتفاعل والمشاركة والتطبيق والممارسة والحاجة إلى التعلّم تنتقل المعلومة إلى الذاكرة طويلة المدى long term memory والتي تعمل على تخزين الموضوع في ذهنك على شكل ملفات مرتبة ومنسقة، فهذه الخطوة هي فقط لتنسيق خطة العمل، ولشحذ الارادة. يجب ان تعرف ان الدراسة، تحتاج الى تركيز وإلى اجتهاد وإلى فهم واستيعاب، لذا تأكد أنك على قدر المسؤولية وأنك تعرف أن الدراسة تحتاج إلى الجهد والتركيز، فمن رام العلا سهر الليالي.يجب ان تعرف ان كل شيء ممكن وأنها ليست دراسة لأمور معجزة ومستحيلة ولكن تحتاج إلى إدارة، نعم نحن نحتاج لإدارة اعمالنا وتنظيمها لنستطيع السيطرة على مجريات الأحداث.الدراسة في مكان هدوء ومنير وبه تهوية جيدة وليس على السرير، الدراسة في بال صافي وعقل متفتح، الدراسة بصوت مرتفع لرفع التركيز، تسجيل الملاحظات، الايجابية والتأمل بالخير، اعطاء فترات استراحة لأن لبدنك عليك حق، الترفيه عن النفس كل فترة بنشاط اجتماعي، لعب الرياضة أو المشي يوميا 20 دقيقة، تناول اغذية صحية لان الجوع والعطش والتعب وقلة الاكسجين تجعلك تقضي ساعات وانت مكانك بدون تقدم في الدراسة.التفاؤل ومناقشة الزملاء والتدارس معهم يفتح افق جديد لان المدارسة مع شخص اخر تشغل أكبر عدد من الحواس مما يزيد من التعلم ، رفع الثقة بالنفس بانك مجتهد ومثابر، وتذكر ما قلت اول النصيحة هناك جهد وعمل ويجب ان يكون عملنا على قدر المعدل الذي تتطلع له. و أن تربط ما تتعلمه مع الحياة وتطبيقه، مما يزيد من سرعة التذكر بفهم ووعي الدراسة اليومية لكل ما تم اخذه في المحاضرة في ذلك اليوم قبل الالتفات لأي واجبات اخرى او اختبارات، والتأكد من الفهم التام لكل ما ورد، ووضع ملاحظات تنبيهية على الحاشية لتذكيرنا بأهم الأفكار وهذا يعني انك بدأت بتراكم العلم في عقلك ومع التكرار يترسخ، الان بعد ان انهيت واجبات اليوم تعمل على تحضير برنامج الغد وتمر على كل المواضيع التي عليك وتستذكر ما اخذت بها، وتراجع اهم الامور الواجب متابعتها، وعليك ان تتذكر ان تسجيل الملاحظات ووضع الحواشي والبطاقات اللاصقة الملونة لتذكيرك بأهم النقاط سيعيد لعقلك المعلومة بسرعة، اما الامر الاخر فهو الدراسة التراكمية بحيث تأخذ مادة كاملة كل يومين او ثلاثة او في نهاية كل اسبوع وتعمل على مراجعتها بشكل كامل من اول صفحة الى الحد الذي وصلت اليه، ومع الوقت يحدث التراكم لرفع مستوى التذكر والاحتفاظ وبالتكرار تثبت المعلومة.وربي يوفقك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك