مشكلتي أني إنسانة طيّبة وقلبي أبيض، وفي الوقت نفسه أحس بأني غبيّة وضعيفة. ذلك أنّ أغلب صديقاتي لا يفتكرنني إلاّ عندما يكنّ في حاجة اليّ. وهناك صديقة أحبها كثيرًا، لكنها للأسف لا تتصل بي إلاّ عندما تحتاج الى شيء ما. بصراحة، المسألة مؤلمة نظرًا الى ما فيها من مصلحة واستغلال الآخر، خاصةَ إذا كان قريبًا أو صديقًا عزيزًا ومقرّبًا. علماّ بأنني كلّ مرّة أحدّث نفسي بإخبارها صديقتي عندما تتصل بي، بأنني لا أريد صداقتها ولا حتى أن أراها. لكنني سرعان ما أجد نفسي منجذبة إليها وتحت أمرها، فأطيعها وأسمع كلامها. ماذا أفعل؟ ساعديني أرجوك.
* للأسف، الظاهر من خلال كلامك أنك "لقمة سائغة" للجميع ومجرد "أداة منفعة". ابنتي، لا بأس بالقلب الطيّب وحب العطاء إنما بحدود. ومن الواضح أن ما يحصل معك سببه الخوف من الوحدة وعدم ثقتك بنفسك، أو عدم وجود إنسان تثقين به. لذا، عليك أن تقرّري وتسألي صديقاتك، هل صداقتهم لك أهم من صداقة الآخرين؟ واتخذي قرارًا بأن تطلبي صحبة كل صديقة، من خلال اللقاء والتحدّث معًا مرّتين على الأقل، فإن رفضت كل صديقة مرافقتك أو التكلّم معك، ارفضي صداقتها وصحبتها. صدقيني يا ابنتي، أرحم لك أن تعيشي وحدك من دون صديقة، بدلًا من صحبة تستغلّك لمصلحتها، فتّسبب لك ألمًا وشعورًا بالشّك واليقين مبطنين باستغلال الصداقة. وعلى الرغم من كل هذا، لا بأس من عتاب بسيط، بأن تقولي لصديقتك إنك متجاوبة مع طلباتها، من مبدأ حبّك واحترامك لصداقتها وصحبتها، فلماذا يا صديقتي العزيزة حين أريد صحبتك لا أجدك الى جانبي؟
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك