المشكلة : أنا امرأة متزوجةٌ ولديَّ ثلاثةُ أبناء، قبل أشهر تغيَّر زوجي معي، حيث سافر لبلد عربي وأحضر معه هديَّة باسم عشيقتِه، ولمَّا سألتُه عنها قال: إنه يحبها، لكنه يحترمُني ولا يحبُّ أن يجرحَني! علمًا بأنه كل أسبوع يذهب لمكان ما ليشرب الخمر، ذهبتُ لأهلي ومنذ ذلك الحين وهو لا يسألُ عني ولا عن الأبناء، ولم يُرسِلْ مطالبنا المادية، ولا نعلم عنه شيئًا، وأهله كذلك لا يعلمون عنه شيئًا ولم يأتِ إليهم، فهل أطلب الطلاق؟ أو ماذا أفعل؟
الحل : لا شكَّ أن ما يفعلُه زوجُكِ من اتخاذِ عشيقةٍ وشرب الخمر أمورٌ لا تُرضي الله تعالى، وهي من أقبح الذنوبِ، ويزدادُ القبح إذا كان الرجل متزوجًا، وهذا الأمر يتطلَّب منكِ مزيدًا من الصبر والجهد، وأن يكون همُّكِ السعيَ في علاجِه وهدايتِه وتذكيره وتخويفه بالله، وزيادة الاهتمام به، والاقتراب منه، والتعاوُن معه على البر والتقوى. دعي عنكِ فكرة الطلاق جانبًا، وحافظي على أسرتكِ، واتقي عناصر التهديم والتدمير جهد المستطاع، فالشريعة الإسلامية شرعَتْ من الإجراءات الواقعية التي تعمل على إنقاذ الأسرة من الانهيار؛ فقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، فاطلبي من عقلاء الأسرتين ممَّن ترتضينه حكمًا ليجتمعوا بزوجكِ لمحاولة الإصلاح، فبعض الأزواج يُبتلى بتلك النَّزوات العارضة فيحتاج لنصح العقلاء، فإن كانتْ عنده رغبةٌ حقيقية في الإصلاح، وظهَر من حوارهم معه أن ما حدث كان أمرًا طارئًا، وحدثًا منقطعًا، ورمية بغيرِ هدف لما استبدَّت به الرغبة ودفعته الشهوة والرغبة إلى الاندفاع فيما يغضب الله، فسيكون الحوارُ معه مثمرًا، والوصول للعلاج ممكنًا، وسيتوب من قريب، وحتى لو كان الحال على العكس من ذلك، فالعلاجُ أيضًا ممكنٌ بإذن الله، لكن مع مزيد من الجهد والصبر.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك