المشكلة: أنا سيدة متزوجة منذ 6 سنوات، ولم أعش مع زوجي بشكل متواصل سوى 7 أشهر، سافر بعدها إلى دولة عربية للعمل، ولم يكن ينزل إلى مصر بشكل منتظم، وإنما كلما تيسرت له الأحوال المالية ، فكان أحيانًا لا يأتي إلينا إلا كل سنة ونصف أو سنتين. عندي منه طفلين وبالطبع أتحمل مسئولية الرعاية والتربية وحدي، ومشكلتي أنني في هذا العام تزايد لدي شعور أنني متزوجة وغير متزوجة، فأنا أريد زوجًا إلى جواري، أتحدث معه ويهتم بأمري ويشعرني بأنوثتي، وزوجي فضلًا عن غربته، لا يهتم بهذا الشكل من التواصل معي عبر وسائل التواصل الإجتماعي. مصيبتي وليست مشكلتي أنني تعرفت عبر فيس بوك على رجل أرمل، كنا نتحدث في البداية كأصدقاء ثم تطور الأمر عندما فضفضت معه عن مشكلتي مع زوجي، فأحببته ووقعت معه في الحرام، ومن بعدها وأنا غاضبة من نفسي، لا أطيقها، ولا أتصور كيف فعلت هذا الأمر وخنت زوجي، كيف تعرفت على هذا الشيطان وسمحت له بذلك، فكرت في طلب الطلاق، وفي الانتحار، وأشعر وكأنني في كابوس، لا أعرف كيف أستأنف حياتي مع زوجي عندما يعود، أنا حائرة ولا أدري ماذا أفعل؟
الحل: أقدر ما تعانيه يا سيدتي من مشاعر مؤلمة، بل وشديدة الوطأة، وأرجو أن تجدي عبر هذه السطور ما يعينك على تجاوز الأزمة. إن الإحتياج يا عزيزتي إن لم يتم اشباعه بطريقة سوية، فطرية، يحفر له نفقًا سريًا غير سوى ليحقق الإشباع، وهذا معناه أن نتحمل مسئولياتنا عن اشباع احتياجاتنا ولا ننتظر حتى تحدث هذه الكارثة. ما تركزين عليه الآن- وأنت معذورة- هو توبيخ نفسك، والشعور بالذنب، بينما ما حدث قد حدث وانتهى ووجب علينا أن نفكر "لماذا " حدث، و"كيف" لا يحدث مرة أخرى!. لابد يا عزيزتي من التخلص من هذه المشاعر المؤلمة المنغصة التي تحيط بك، حتى يمكنك التفكير السليم، وبدون ذلك ستظلين في هذه الحلقة المفرغة. واجبك تجاه نفسك الآن هو التسليم والاعتراف بما قد وقع، وأنه وقع وانتهى، وباب لابد أن يغلق بتوبة نصوح، وجلسة صادقة مع النفس لتحديد السبب وكيفية تلافيه. لابد من وضع النقاط على الحروف مع زوجك، لابد من جلسة تتسم بالجدية والحسم، لابد من اخباره بخطورة هذا الوضع على علاقتكما، وحياتكم. أخبريه بكل وضوح وصراحة عن احتياجك له كزوج مقيم، فإن أحد أهم وظائف هذه العلاقة "الإعفاف"، و"الاشباع" الجنسي والعاطفي، المادي والمعنوي، هذه طبيعتنا التي خلقنا الله عليها "فطرة الله التي فطر الناس عليها"، وليس من وظائف العلاقة الزوجية أن نتعرض بسبب الخلل في اقامتها للفتن، والشرور، والآثام. لن يمكنك استئناف حياتك، والتخلص من شعور"الكابوس" بدون التصديق الحقيقي من داخلك في عفو الله ورحمته وقبوله التوبة، وأنه شرعها لكي لا نعيش بعد الذنب حاملين ثقل الشعور بالذنب المقعد، الممرض، هذا، فهو سيعطل حياتك وعلاقتك بالجميع وفي مقدمته علاقتك بربك. أرادت الأقدار وقوع المصيبة ووقعت، وانتهت، ومسئوليتنا بعدها ليس الاستغراق في المشاعر السلبية، وليس فضح أنفسنا وقد سترها الله، وإنما التوبة التى تفتح لنا بوابة الأمل والحياة من جديد بوعي، واغلاق بوابة الخطأ والتعلم منه وفقط. إذا وباختصار شديد واجبك الآن هو تقدير ذاتك بالحفاظ عليها، وصيانتها من الوقوع في الزلل مرة أخرى، والتوبة النصوح ومسامحة نفسك والكف عن اشعارها بالذنب، والحديث مع زوجك حول حياتكم والمخاطر التى تحفها لو استمرت هكذا، والتفكير سويًا وجديًا في ايجاد حلول حقيقية لإيقاف عذاب الفراق الزوجي هذا وتأثيراته السلبية عليك وعلى أطفالك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك