المشكلة : أنا عمري 21 سنة، متزوجة، ومشكلتي أن زوجي لا يصلي، ولا يرتاح إذا سمعني أصلي أو أقرأ القرآن، ولا يغتسل من الجنابة، ويعاملني بقسوة كبيرة. وأنا أعلم أن سبب هذه المعاملة هو جهله بالدين وبقيمة المرأة في الإسلام، ويسمع الأغاني بكثرة، ويحب أن يرى مفاتن النساء، حتى أنني كرهت الخروج معه لهذا السبب، مع أنني لا أقصر معه في أي شيء. تكلمت معه مرارا في موضوع الصلاة، ولكنه يصرخ في وجهي دائما ويقول لي: لا دخل لك بالأمر، وهو بطبعه حنون ولكنه عصبي جدا ومزاجي. من فضلكم أريد نصيحة ماذا أفعل لكي يستقيم زوجي ويلتزم؟ فأنا لا أريد الطلاق ﻷن بيننا أبناء، وهل بقائي معه إثم؟ ﻷنني سمعت أن من لا يصلي يعتبر كافرا.
الحل : التساهل في اختيار الزوج الصالح هذه آثاره وثماره، لذا حث الإسلام على العناية باختيار الزوج الصالح صاحب الدين والخلق، وأرشد إلى الظفر بالزوجة ذات الدين؛ حتى تكون الحياة الزوجية سعيدة ومستقرة، وكان الواجب عليك تحري هذا الأمر قبل القبول به زوجا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولم يبق أمامك إلا الصبر والتحمل، ومحاولة علاج المشكلة باتخاذ كل الوسائل المتاحة لذلك، ومنها: 1- التضرع بالدعاء إلى الله سبحانه وأنت ساجد وفي أوقات الإجابة، أن يصلح الله لك زوجك، وأن يرزقه الاستقامة، وألحي على الله بالدعاء، ولا تضجري من كثرة الدعاء، ولا تيأسي أبدا، ولا تنقطعي عن الدعاء، ولا تفقدي الأمل، فزوجك لا يزال فيه بعض صفات الخير، والهداية بيد الله تعالى. 2- يسري له أسباب أداء الصلاة، وذكريه بها بأسلوب هادئ وحسن، وبعبارات منتقاة - إن أمكن مباشرة أو بواسطة الرسائل- بأهمية الصلاة، فهي عماد الدين، وأمانة، وخوفيه بالله تعالى، وأن الموت قد يأتي للإنسان فجأة، فماذا سيكون جوابه لله إن سأله لم لم تصل؟ ولا بأس بمدح جوانب الخير فيه قبل تذكيره بأخطائه حتى تنفتح نفسه وتتقبل النصح. 3- تواصلي مع محارمك المحافظين على الصلاة، وخاصة الذين يحترمهم ويصغي لنصحهم، واطلبي منهم الزيارة إلى بيتك واطلبي منهم تقديم النصح لزوجك بخصوص الصلاة، ولا يشعرونه بأنك من طلب ذلك منهم، ولتكن زيارتهم منفردين، لا أن يأتوا جميعا في وقت واحد، وحبذا لو كانت الزيارة قبيل أذان صلاة المغرب أو العشاء، من أجل أن يصطحبوه معهم إلى المسجد، فلعل الله يقذف الإيمان في قلبه. 4- وكذلك لو أمكن التعرف على زوجات أصدقائه وزملائه في العمل من الصالحين المحافظين على الصلاة وإبلاغهن بحال زوجك، لكي يطلبن من أزواجهن التأثير عليه ونصحه بأسلوب لا يشعر أنك شكوتيه إليهم، وكل واحد يبلغه بطريقة فرديه مناسبة. 5- طالما وزوجك حنون وعاطفي فاستغلي هذه الصفات فيه وتعاملي معه من خلالها في محاولة إصلاحه، وأنت أنثى وعندك من الصفات التي وهبك الله إياها ما يمكنك من التأثير عليه، ولا تفقدي الثقة بزوجك، لأن فقدانها سلبي وليس إيجابيا، وتعزيز الثقة سيبقي باب الأمل مفتوحا أمامك لتكرير المحاولة وانتظار الفرج من الله وحده! 6- اكسبي قلب زوجك بحسن التبعل معه، وكوني بأبهى حلة على سبيل الدوام، واهتمي بترتيب البيت، ليكون جذابا، ولا تهملي مظهرك أمام زوجك، وأحسني توديعه واستقباله، وتجهيز طعامه وتهيئة سبل الراحة، فذلك سيجعله متعلقا بك، ومصغيا لنصحك وحريصا على إرضائك. 7- طالما أنك تعيشين معه بغرض إصلاحه فلست بآثمة، بل -إن شاء الله- مأجورة على نيتك الحسنة، و-إن شاء الله- تحقق أمنيتك ويصلح حاله، فاصبري واحتسبي الأجر في ذلك، وثقي في الله وأحسني الظن فيه، ولن يخيب الله ظنك فيه. وفقك الله لما يحب ويرضى، وأصلح لك زوجك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك