المشكلة : أنا زوجة عمري 30 سنة وزوجي 39 سنة وكنا نعيش في وفاق وانسجام زوجي وأسري فنحن لدينا 3 أطفال، ويجمعني وزوجي حب عظيم منذ الجامعة وتزوجنا بعد التخرج ب4 سنوات ومن وقتها ونحن معًا على الحلوة والمرة كما يقولون، حتى فوجئت به يخبرني منذ شهر أنه سيتزوج امرأة لم تتزوج وبلغت سن الـ 45 جبرًا بخاطرها! من يومها والدنيا تدور بي، كلما جلس معي أتخيله معها، كلما لمسني أو تغزل بجمالي أتخيله يفعل ذلك كله معها، كلما خرج أتخيليه ذهب لمقابلتها، إنني أكاد أجن، ولا أتصور أنه سيبيت معها، وربما ينجب منها، أنا منهارة، أخبروني بالله عليكم ماذا أفعل؟
الحل : مرحبًا بك عزيزتي ..أقدر مشاعرك يا عائشة، وأتفهم غيرتك، وكم كنت أود لو احتوت رسالتك على بعض التفاصيل عن هذه السيدة التي سيجبر زوجك باطرها بالزواج، وكيف تعرف عليها، وما هي ترتيباته لكي لا يحدث خلل ما في حياته معك وأطفاله منك، ولكن على أية حال، فأنت الآن أمام أمر واقع تعتبرنه حدث جلل لأسباب عديدة، البعض منها مجتمعي، والآخر نفسي وشخصي، فنحن النساء وبكل أسف في معظمنا، نجعل الزواج هدفًا قبل الزواج، وبعده نجعل الزوج كعبة ندور حولها ولأجلها كل لحظة، وننسي أنفسنا وواجبنا تجاهها. سأكون معك واضحة وصريحة، فأمر زواج زوجك واقع، مؤلم لك، نعم ولا أنكر، ولكن لا حل له سوى بالرضى والتسليم لقضاء الله وقدره، لن ينفعك الإنهيار، ولا التخيل، ولا الحزن، بل سيوصلك ذلك كله للجنون بحق، وفقد عقلك، وحياتك. فما ذنب نفسك التي بين جنبيك والتي أعزها الله وكرمها حتى تفقديها، وما ذنب أطفالك حتى يفقدون أمهم، حضنهم، وبوصلتهم، وأمانهم؟! أما زواجه، فليس بيديك شيء، وليس من الحكمة أن تهدمي بيتك لأجل ذلك، لا بطلب الطلاق، ولا بتغيير مشاعرك تجاه زوجك، وابداء الخصومة، أو الغضب وتوابعه، أو الجزع، أو الحزن. ما بيديك أن تحافظي على "نفسك "، "أطفالك "، " بيتك "، وتوطيد علاقتك به، وكأن شيئًا لم يكن، توطيد علاقة أطفالك به، وتوقع أنه سينجب منها، ولكن سيكون عليك بذل كل ما في وسعك للحفاظ على وضعك ومكاسبك، كزوجة أولى، وبيت أول، محضن، ورعاية، وسند، ودعم، إلخ كما ذكرت أنهكم كنتم معًا على الحلوة والمرة. لكنك ستحتاجين وضع ضوابط مع زوجك تخصك، وحياتك معه. اطلبي منه ألا يفتح ملف بيتك عندها، ولا ملفها في بيتك، وأن تكون أيامه معكم لكم وحدكم بدون تنغيص من بيته الآخر أو تشويش، نعم، اشترطي عليه ألا خبرك عنها، ولا أخبارها، ولا يشكو منها، ولا من حياته معها، فهذا حقك، وأولادك. وعنك أنت، ليس هناك لأحد أهمية قصوى سوى نفسك وأطفالك، لا تفكري في زوجته، ولا تتبعي أخبارها، ولا تتجسسي عليهما وما يفعلناه معًا، ومع علمي أن ذلك كله سيكون في البداية صعبًا، ومؤلمًا، لكنه الألم الذي بعده شفاء، والصعوبة التي بعدها راحة، فقط اصبري وامنحي نفسك الوقت، وارفقي بنفسك، واستعيني بالله وقوي علاقتك به وداومي على الذكر والدعاء لتتقوى نفسيتك. التفتي إلى نفسك إلتفاتة قوية، وعوضيها عن إهمال مسبق، طوريها، واعتن بها، واخرجي للحياة الواسعة، واستنشقي عبير الحرية، تعرفي على أشخاص جدد، واحضري فعاليات، وشاركي في أخرى، وابحثي عن هوايتك، ورياضتك، وأصدقائك، ووسعي دائرة معارفك، وكفري عن ذنب تضييع الواسع، وجعل حياتك لفترة طويلة من حياتك لزوجك وفقط. عزيزتي، ستداوي الأيام جرحك، وسيندمل وجعك، بشرط أن ترضي عن نفسك، وتتصالحين معها، وتقدرينها، وسيكون أطفالك أقوياء وبخير، لأنهم سيرونك هكذا، فالأطفال مرآة الأم، فانتبهي. وأخيرًا، النفس الانسانية يا عزيزتي ترضى ، وتسعد، عندما تشبع دوائرها الثلاثة، وهي " العلاقات"، " الانجازات"، " القيم"، عندما يحدث الاتزان والتوازن بين ثلاثتها، وعندما تقع منا واحدة منها فنتشبث بالاثنتين الأخريين، ولا نعتبر أي مصيبة نهاية العالم، بل نعمل على المتاج والموجود، ولا نيأس، ولا نتحطم، فاستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك