المشكلة :أنا متزوجة منذ ثلاثة أشهر، مشكلتي بأنني أتأثر سريعا وأتضايق حينما يرفع أي شخص صوته علي، وشخصية زوجي تتسم بالعصبية، وهو يغضب لأتفه الأمور، تكررت الخلافات بيننا، وكادت أن تصل إلى الطلاق، و-الحمد لله- تراجع زوجي عن ذلك. زوجي لا يطلب الجماع كثيرا، مرتان في الأسبوع فقط، فهل الضغوط النفسية لها دور بذلك؟ فعلى زوجي قروض كثيرة، ولَا يصفى من راتبه سوى مبلغ قليل، فهل الضغوط المادية هي السبب في عصبيته؟ وما نصيحتكم لي. وشكرا لكم.
الحل : أنت انتقلت من بيئة إلى بيئة جديدة، ومن سلوكيات اعتدت عليها سنوات عديدة، إلى سلوكيات جديدة لم تألفيها، فعليك أن تكيفي نفسك، وأن تتأقلمي مع طباع زوجك وسلوكياته، وتجتنبي ما يثير غضبه، واختاري الأوقات المناسبة لمناقشته. المشاكل في سنوات الزواج الأولى كثيرة ومتنوعة، والمرأة الذكية هي التي تعرف كيف تتصرف وكيف تتكيف مع الحياة الجديدة. من أكثر أسباب المشاكل الزوجية أن المرأة تريد أن تفرض نمط عيشها على زوجها كيفما اعتادت في بيت أهلها، والعكس هو الصحيح، والتفاهم بين الزوجين والتوافق هو الحل الناجح من خلال الحوار. لا شك أن كثرة الديون والهموم تولد الغضب والشكس وسوء الخلق، فعليك أن تعيني زوجك على الخروج من المأزق الذي هو فيه، من خلال ترشيد الإنفاق، وجدولة الديون، وحسن تدبير المنزل، حينها ستهدأ أعصابه ويرتاح باله وستنعمون بالعيش -بإذن الله-. تعرفي على الأسباب التي تجعله ينفعل فاجتنبيها، واقتربي من زوجك أكثر واجتهدي في إسعاده قدر المستطاع. عندك من الصفات التي أودعها الله فيك كأنثى فاستخرجيها، وفعليها فأنت -بإذن الله- قادره على أن تأسري قلبه، وتسلبي عقله، وتجعليه ينجذب نحوك أكثر، فأظهري له محاسنك، وتجملي له بجميع أنواع الزينة واللباس الذي يلفت نظره، وسترين أنه تغير. أحسني من استقباله وتوديعه، ولا تكثري عليه من الكلام والطلبات التي تزيد في همومه، وتحيني أوقات الحوار زمانا ومكانا، تجنبي كثرة النقد وما يثير غضب زوجك، وخصوصا أثناء عودته متعبا من العمل، فإن الرجل يحب أن يعود إلى بيته ليجد جو الراحة مهيئا. تختلف قدرات الرجال على الجماع ورغبتهم، وكثرة المشاكل والهموم تسبب نوعا من العزوف عن ممارسة العلاقة الحميمية، فلا تقلقي بهذا الشأن، وكونه يمارس العلاقة مرتين في الأسبوع أمر مقبول إلى حد ما، وسوف يتحسن الأمر كلما تخلص من الديون والهموم. عودي نفسك على كظم غيظك، واجتنبي الغضب، فإنه يسبب كثرة المشاكل، فقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أوصني يا رسول الله، قال: (لا تغضب)، قال: أوصني، قال: (لا تغضب)، فردد مرارا فقال: (لا تغضب). تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يصلح زوجك، وأن يلهمه الرشد ويعينه على قضاء ديونه، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له). أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك). أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. نسأل الله تعالى أن يسعدك ويقضي دين زوجك إنه سميع مجيب.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك