المشكلة:متزوج منذ أكثر من 15 عاما، وزوجتي تتذمر دائما عند مطالبتها بأداء مهامها المنزلية، وتتعلل بأنها غير قادرة، حيث أنها تعمل بوظيفة حكومية، وطالبتها مرات ومرات بترك العمل إلا أنها ترفض ذلك وتقول: إنها لم تتعلم لتجلس في المنزل وتكون تحت رحمة أحد، وبالتالي فهي مهملة في نظافة البيت، وتتركه لأسابيع بدون نظافة، وعندما أعترض وآمرها بضرورة تنظيف المنزل تقول لي أنت تعاملني مثل العاملة الفليبينية وليس كزوجة، فأنت تأمرني كما لو كنت تأمر العاملة في المنزل، فتذمرت كثيرا من هذا الإهمال، وقمت بالاعتراض كثيرا؛ لأن البيت مهملا، وقمت بالإصرار على تركها للعمل للتفرغ لبيتها وأولادها، وقلت لها لك حرية الاختيار أنا أم العمل. قامت بعمل إجازة نصف وقت، تذهب للعمل ثلاثة أيام مقابل نصف أجر فوافقت كحل وسط، ولكن بقي الحال على ما هو عليه بل ازداد الوضع سوءا، فهي تقضي معظم وقتها في مشاهدة المسلسلات التركية والكورية، فعندما أدخل عليها أشاهدها تشاهد المسلسلات والأفلام وتاركة البيت مهملا، وعندما أعترض تقول لي أنني أقيد حريتها، وأنني لا أترك لها الفرصة للاستمتاع بالمسلسلات التي تظل تشاهدها عرضا مستمرا طوال اليوم وحتى قبل النوم -بمعنى الإدمان-. لا أعرف ما العمل الآن، تعبت من كثرة المشاكل، وأولادنا يشاهدوننا ويسمعوننا نتشاجر كثيرا وهذا بالطبع يؤثر عليهم ولا أعرف ما العمل معها؟ أرجو إفادتي بالرأي السديد، وجزاكم الله خيرا عني وعن أسرتي.
الحل:بداية الحياة الأسرية تحتاج إلى تفاهم وحسن حوار بين الزوجين، ولعلك قد بذلت شيئا من هذا، ولكن أوصيك بالاستمرار وأن تحرص على توصيل ما تريده من زوجتك بكل رفق ولين، واحذر من الشدة والغلظة حتى لا يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها. امرأتك يظهر عليها أن لديها تفهما لما تطلب منها بدليل أنها قللت من دوامها إلى النصف، وهذا خير، وتحتاج أن تجلس معها جلسة حانية فيها حب ومؤدة وتبين لها حقوق الزوج على زوجته من القيام على شئون بيتها، والاهتمام به، وحسن التبعل له. حاول أن تحدد ما تطلب من امرأتك من أمور وأقنعها بأن ذلك ليس تحكما ولا تسلطا عليها، ولا تقييد لحريتها، وإنما هذا من التكامل في الحياة الأسرية، فالزوج يعمل وينفق، والمرأة تقوم بالخدمة لزوجها مقابل ذلك، وبعد مضي زمن إذا رأيت أنه ما زال التقصير حاصلا منها فيمكن أن تأتي بخادمة تساعدها، ويكون التفاهم بينك وبين امرأتك على من يكون راتب الخادمة. أرجو أن تحذر الزوجة من مشاهدة المسلسلات الضارة، ويمكن أن تمنعها من ذلك، فهذا واجب عليك وأنت مسؤول عنها، وعن أبنائك بين يدي الله تعالى، وهذه المسلسلات الهابطة تفسد الأخلاق والدين، وتضيع الأوقات. أخيرا اجعل الخلاف بينك وبين الزوجة محصورا في أمور محددة، وحاول أن تسامح وتعفو، فالزوجة لا شك أن لها جوانب كثيرة، وإذا استحضرت ذلك حصل لك التوازن في الحياة الأسرية بحيث لا يصل إلى أمور أخرى، فقد ثبت في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ" رواه مسلم. ومعنى يفرك يبغض. كما أحب أن أنبه على أن الخلاف بينكما لا بد أن يكون محصورا، فلا يطلع عليه الأبناء حتى تحافظون على الاحترام الذي في نفوسهم نحوكم، وحتى لا يتطاول الأبناء على أحد منكم، وحتى تحافظون على استقرارهم النفسي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك