المشكلة: أنا سيدة مطلقة، ومشكلتي شعوري أنني تسرعت في طلب الطلاق، والسبب أنه شتمني في الشارع وأهانني أمام الناس، وعندما أراد مصالحتي والاعتذار، رفضت منه ذلك وحررت ضده محضر عدم تعرض في قسم الشرطة. هو صعب الطباع والتعامل، ولا أعرف لماذا شعرت بالحنين إليه فطلبت منه أن نعود ونتزوج لكنه يماطلني ولم يبدي رفض ولا موافقة، حتى الشيخ الذي طلبت منه التوسط بيننا لم يرد عليه وطلب منه الإمهال للتفكير. أنا صليت استخارة، وحائرة لا أعرف ماذا أفعل، هل الطلاق خير ومن الله أم تسرع مني، وهل عدم التوفيق للعودة لحياتنا الزوجية منه أم ماذا؟
الحل: أقدر حيرتك ومشاعرك وأرجو أن تجدي عبر هذه السطور ما يعينك على تفهم الموقف الذي أنت فيه واتخاذ القرار المناسب. لابد يا عزيزتي من تفهم أن أي موقف/مشكلة/ قرار، يحدث لنا هناك ثلاثة أطراف كل شارك فيه بنسبة وهي: الشخص نفسه، الطرف الآخر، الأقدار. هذا بالنسبة لسؤالك عن توفيق الله في العودة من عدمه وحدوث الطلاق بسبب تسرعك أم هو قدر، ولعل ذلك يساعدك على عدم تحميل نفسك فوق طاقتها، وتوبيخها، والاحساس بالذنب الذي سيضرك فيفقدك ثقتك بنفسك، ويدعوك لسلوك طرقًا مهينة لها، لها تبعات ونتائج من الصعب أن تجعلك تعيشين هانئة ومطمئنة. أتفهم مشاعر الحنين لرجل كان زوجًا ولم تعرفي من الرجال غيره، هذا طبيعي، ولكنه مع الإيذاء غير طبيعي وغير سوي يا عزيزتي الزوجة الطيبة. ليس من الطبيعي الحنين للعودة لمن يؤذي النفس، ومن وصفتيه بحسب كلامك"صعب الطباع والتعامل"، هذا حنين مرضي، تكرار قهري للعودة إلى حياة لم تكن جيدة، وربما تقولين "أحسن من مفيش"، ولكن الواقع ليس هكذا، فهذا الـ"مفيش" أنت مسئولة عنه وبإمكانك تغييره، لكنك لن يمكنك تغيير طبيعة زوجك غير المنسجمة معك ودفعته للإهانة في الشارع وتحريرك محضر في قسم الشرطة واصرارك على الطلاق، فكل هذا معناه أن طاقتك في الإحتمال وصلت للإنتهاء، فهل تغير هو بعدها لكي تطلبي العودة؟! ما هو مبررك المقنع والسليم للعودة؟! لن يجيب عن هذا السؤال غيرك. وهل أنت مستعدة لتحمل تبعات هذا المبرر؟ بمعنى أنك لو تودين العودة لسبب اقتصادي، أو اجتماعي، أو حتى عاطفي، ستتحملين بالمقابل سوء خلقه معك، صعوبة طباعه، هل لديك خطة للتعامل تقلل خسائرك ما أمكن ؟! هذه الأسئلة أيضًا لن يجيب عنها غيرك. ثم ماذا عنه؟! هل تعتقدين أن رجلًا بهذه الصفات التي وصفتيه بها، وهذا الموقف الذي حدث بينكما، ورد فعلك بمحضر واصرار على الطلاق سيكون رد فعله بعدها عندما تطلبين العودة هو الإيجاب؟! وهل تضمنين لو وافق على العودة أن يكون سلوكه معك جيد، فلا يعمد لإيذائك مرة أخرى بإذلال أو انتقام بسوء معاملة أو حتى التطليق ولكن هذه المرة برغبته هو؟! إن الباب مفتوح على مصراعيه يا عزيزتي لكل الإحتمالات. ما يمكنني النصح به هو تبصر الموقف جيدًا، بمعنى لم لا يكون التسرع هو في"الحنين" ولم لا يكون هذا الحنين مزيفًا بسبب ضغوط الطلاق النفسية والاجتماعية والاقتصادية؟! لا أنصحك عزيزتي بالعودة لرجل يماطل هكذا، وتسبب لك في الأذى من قبل، لا شئ يبشر بعودة ناجحة أو جيدة لحياة زوجية، احرصى على "نفسك" فكل الخسارات تعوض إلا خسارة النفس بإذلال أو عدم تقدير، ما حدث قد حدث وانتهى، وربما أنت في مرحلة "الانكار" ولا تقوين نفسيًا على تحملها، ولكن الأقدار تريد تقويتك نفسيًا بهذه المماطلة والتردد الصادر منه وعلى الرغم من توسط رجل وصفتيه بـ "الشيخ"، إذا هو لا يريد العودة، أو يريد العودة بعد انتقام، فهل هذا تعامل يبشر بخير؟! احرصي على خير نفسك، وتقديرها، صدقي أن الله بيده العوض ولكن مع الصبر والرضى، لا تعودي لحنين مزيف، فالحنين يكون لمن نفوسنا معه تسعد، وتطمئن، الحنين يكون لمن يريدنا، وأحدث بنفسه تغييرًا يمكننا العيش معه. إن الحنين لو أنه حقيقي فهو مشاعر لا يد لك فيها ولكن الخطوة أو الخطوات التي تستتبعه هي مسئوليتك. لابأس من طلب المساعدة النفسية من متخصص، فأنت بحاجة للتأهيل النفسي بعد الطلاق، حتى تتجاوزين الأزمة، فالطلاق حتى لو كنت أنت من تريدينه هو صدمة وأزمة خاصة للنساء، ولا حرج في ذلك، فهو يحدث لخلقتهن وطبيعتهن العاطفية، وإلا سيحدث هذا الاضطراب والانتكاس في احدى مراحل كرب ما بعد الصدمة، فافعلي ما هو لخير نفسك، وابحثي عن صحبة صالحة، وانظري لسعة الدنيا من حولك، جددي علاقاتك، ومعارفك، ولو أمكنك البحث عن عمل يدر عليك مالًا ويشغل وقتك ويبني شخصيتك فافعلي، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك