المشكلة: أنا أم عمري 39 سنة ومشكلتي أنني شديدة العصبية، ودائمة الصراخ على أولادي مما ينعكس على علاقتي الزوجية أيضًا فحالي مع زوجك كذلك يتسم بالعصبية في التعامل وأحاول ضبط أعصابي لكنني أفشل كثيرًا حتى أصبحت حياتي لا تطاق، وأصبح زوجي يبيت خارج المنزل عند أخته أو أمه بسبب كثرة المشكلات في البيت بسبب عصبيتي وأنا خائفة الآن أن يتزوج علي وأن يضيع أولادي وتضيع حياتي، أنا هكذا طول عمرى منذ كنت مراهقة فهل يمكن أن أتغير الآن .. ما الحل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي : أقدر معاناتك الشخصية والأسرية وأرجو أن تجدي عبر هذه السطور ما يرشدك إلى الحل والمساعدة المرجوة. إن فقد الأعصاب والخروج عن الشعور، مشكلة تضايق الشخص ومن له علاقة به، خاصة العلاقات القريبة، فتتشوه أو تتدمر العلاقات وتنتهي، لذا فأنت محقة فيما ينتابك من قلق . والعصبية سلوك يبدأ مبكرًا منذ الطفولة أو المراهقة ويكون لأسرة المنشأ دور في معالجته أو تفاقمه، وبالنسبة لك من الواضح أنه تفاقم، فالمراهق يا عزيزتي مشكلته الأساسية أنه يريد من أبويه معاملته ككبير بالغ وراشد ولا يتحمل الأوامر والنواهي والمحاسبة واللوم والتوبيخ وحدوث ذلك يعني تفاقم الأزمة وزيادة العصبية وتكريسها. أبشري يا منى، فعلى الرغم من أن طبيعة وسمات الشخصية بالنسبة للعصبية ترجع بالفعل للطفولة والمراهقة وتكمل مع الشخص، إلا أنه لو امتلك ارادة التغيير فإنه من الممكن أن ينجح بالفعل. إن ما يدفع إلى العصبية يا عزيزتي شيئان: ضغط داخلي، وآخر خارجي. أما الضغط الداخلي فهم ناتج عن الهموم والأحزان والقلق والتردد وغيرها من مشاعر سلبية نتيجة ما يقابله الشخص خلال الحياة، وهذه علاجها ما يعرف بإدارة الضغوط أو stress management وتقوم على "التنفيس" عن هذه الضغوط، وذلك بفصل التفكير عن الشيء الذي أزعجك وتسبب في الانفعال الشديد، أي "تشتيت الدماغ"، وهذا ممكن عن طريق الحديث مع النفس، فقبل أن تنامي يا عزيزتي أنوي من داخلك أنك تنتهين هذا اليوم بمشاكله وهمومه، وغدَا يوم جديد بصفحته الجديدة. عند الموقف الذي يكون نتيجته "العصبية" يا عزيزتي، تماسكى قدر المستطاع وغادري المكان، لو أمكن التمشية وتغيير حركة ووضع جسمك، افعلي، توضأي، استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، راقبي نفسك حتى تكون استجابتك للغضب والعصبية مختلفة، وبالتمرين على ذلك ستبدأين التحكم في نفسك. وهناك وسائل مساعدة كثيرة، مثل تمارين للتنفس، والتأمل، فلابد أن يكون لك خلال يومك وقت مستطقع لهذا كله، لنفسك، ومع نفسك، والانشغال بأشياء بعيدة عن المشكلات الحياتية التي تقابلينها، أما كونك ماكينة تحرق البنزين طوال الوقت فسيؤدي حتمًا للإنفجار! لذا لابد مما يسمونه"الشغل على النفس"، بمعنى أن تتعرفي نقاط ضعفك، ونقاط قوتك، وتحاولين التعامل مع كل بشكل سليم، وتعملين على تقوية ذاتك، فالذات أو الشخصية الضعيفة والهشة هي الأقرب لسرعة الانفعال والعصبية، وهكذا، ولا بأس من طلب مساعدة طبية نفسية من مختص سواء كان مرشد نفسي أو معالج، فذلك سيقصر عليك الطريق كثيرًا. أما ضغوطك الخارجية، فمن الممكن التصرف أيضًا في التعامل معها على الرغم من الصعوبة النسبية لأنها خارجة عن ارادتك، ولا يمكنك التحكم فيها تمامًا. مع الضغوط الخارجية يا عزيزتي لا نصدم رؤوسنا بالحائط، فهناك ما هو مستحيل بالفعل تغييره، وهذا نحاول التأقلم معه والتكيف، وهناك ما يمكننا التقليل من ضغطه بواسطة تغيير طريقة تعاملنا مع الضغط نفسه، سواء كان هذا الضغط في العمل، البيت، الأقرباء، الأصدقاء، إلخ. والآن، كل ما عليك هو الهدوء، والتفكير في فيما سبق جيدًا، ووضع الخطة للتنفيذ، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك