المشكلة : وجهي المخيف سبب لي المتاعب الله حكم علي منذ ولادتي بوجه مشوّه، لدرجة أن جدتي حاولت قتلي وأنا رضيعة بنية صافية طبعًا وهي آلا أتذوق المرارة في التعامل مع البشر، ولكن قلبها لم يطيعها ، جميعكم ستستنكرون كيف تفكر في ذلك ن أنا فقط أعرف شعورها وأقدره وكم تمنيت لو لم تتغلب عليها عاطفتها حينها. تستطيعون تخيل طفولتي ومراهقتي، طفلة بوجه مختلف عن زملائها ، الجميع يخاف مني ، حتى المعلمين يقتربون بحذر ، عشت وحيدة ومعزولة لا أتحدث إلا مع أهلي أو مع الأخصائية التي تتابع حالتي النفسية ، فتتحدث معي عن تميزي وتفوقي وأنني لابد أن أكون واثقة بنفسي وبخلق الله وكيف أن الجميع ينظرون إلى روحي ليس وجهي ، وكانت تؤثر في أحيانا ولكن يغيب التأثير عندما أحاول تطبيقه مع أقراني الذين فعلا يرون وجهي ويعاملوني على أساس وجهي ، حتى عندما يتحدثون معي بخوف فقط لأن المعلمين وجهوهم ، فكانوا يجرحونني أكثر بدون قصد. لن أبالغ اذا قلت انني عشت أيام الدراسة وليس لي أي صاحب، وطبعا حلم الحبيب كان أبعد شيء عن خيالي، التحقت بالجامعة وكل أملي أن الحياة ستختلف خاصة أن أقراني في الجامعة سيكونوا اكثر وعي ونضوج ولن يكونوا مثل الأطفال الذين يتحركون بتلقائيتهم ، ولكن كانت أكبر مأساة ، يقتربون مني مرة من اجل الفضول ومرة من اجل إظهار لمحة إنسانية منهم أمام الباقين، ومرة من اجل التسلية ، فكنت وحيدة هناك أيضا احضر المحاضرات واهرع للمنزل . طلب مني أحد الطلاب المشتركين في نشاط المسرح أن اشترك في مسرحية ، تحدث بي بكل هوء وعطف وعقلانية ايضا بانها فرصة لتجربة شيء جديد ، وبالطبع كان دور فتاة بوجه مشوه ، اعتذرت منه وبكيت بشدة تقريبا كانت أشذ المرات التي بكيت فيها ، ولكن بعدها قلت لنفسي ماذا اخسر هم بالفعل يسخرون فاجعلها سخرية مسرحية ، وفي الحقيقة هذا كان رأي الأخصائية التي كانت على تواصل معي من فترة لأخرى. تدربت معهم وتدربت وحدي ورغم كوني منبوذة ايضا إلا اني شيء بداخلي كانت متحمس ومستمتع ، وتم العرض للمرة الاولى بحضور أساتذة كثيرون وطلاب الجامعة بأكملها وليس كليتي فقط ، وبعد العروض تلقيت مئات الاشادات ، لدرجة إنني كنت فاقدة للنطق ولم أستطع أن أقول كلمة واحدة هذا اليوم ، وهرولت للمنزل ولا أصدق ما حدث وحتى أمي لم تصدق ما رأته من إشادة وفرحة وفخر بي. في الايام التالية للعرض كنت اسير في الكلية كاني نجمة الجميع يشير لي والجميع يهنئني ويحيني على الأداء ، لدرجة أنهم علقوا صورة كبيرة لي في واجهة الجامعة ، وبرغم احراجي منها بسبب شكلي ، لكني اعتدت عليها بعد ذلك. وفي يوم غير في كثير جاءت الي شابة جميلة ولكنها تعاني من حروق وقال انها استفادت مني كثير وكيف أبدو قوية ، وأن قوتي هذه مصدر إلهام ، تلك الفتاة وهذا اليوم بالذات أستطيع أن أقول أنه قلب حياتي ، وكأني نظرت للمرأة لأرى أمامي فتاة عادية ووجها مختلف قليلا ولست كما كنت أراني مخيفة! بدأت أهتم بملابس التي لم أهتم بتنسيقها يوما ، حتى أن الكل لاحظ ، شعرت بروح جديدة ، ربما هي الثقة ، ثقتي بذاتي ، وثقة من حولي بي ، أصبحت انا القي السلام على الجميع وأتحدث معهم وأفتح محادثات ، في حين كنت أخجل في الماضي . الحياة بعد الجامعة طبعا كانت أصعب بكثير خصوصا في العمل ، فرغم تفوقي الذي شهد به اساتذتي الا إنني لم أوفق في الحصول على عمل إلا بعد عشرات المقابلات التي كنت أرسب فيها من النظرة الأولى. الآن أعمل في مكان رائع ، وحظيت بفرصة ممتازة ، وعرفت أن تقبل الآخرين لي جاء بعدما تقبلت أنا ذاتي ، لدرجة أن هذا التقبل كان يحرج الآخرين ويشعرهم أنهم هم بهم شيء مختلف لعدم تقبلي . فخورة بحياتي التي بدأ عدد ممن حولي يحسدونني عليها لدرجة المكائد ، ولكن هذا يسيعدني لانه يشعرني انني انسانة كاملة مثلهم فيحسدونها ويحقدون عليها.
الحل : من الرائع انك لم تسمعي الى كم الاحباطات التي تعرضتي لها تلك وواصلتي السعي وراء شغفك يا حبيبتي ، ان الشغف هو أهم شيء في الحياة وفقك الله لما يحبه ويرضاه
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك