السلام عليكم ورحمة الله مشكلتي قد تبدو غريبة ، انا اعاني حرفيا من كوني لا اجيد التحدت مع الاخرين بالرغم من اني احب الجلوس معهم واتمى ان اكون انسانة اجتماعية لكن عندما يتوجه إلي حديث اذعر بأن رأسي فارغ فارد ردا مختصرا او بابتسامة او حركة بالوجه واليدين وعندما يسىء لي شخص او اكون في موضع يتوجب علي الرد فيه اتراجع واصمت لاني لا اعرف ماذا اقول مهارات تواصلي ضعيفة جدا لاني منعزله منذ صغري ولا اتحدث كثيرا ولم يكن الموضوع يضايقني الا حين دخلت المرحلة الجامعية بدأت اشعر بالضيق من تصرفاتي وخجلي المبالغ فيه بالرغم من اني لا اشعر باعراض الرهاب سوى ان صوتي يتغير عندما اتكلم حتى عندما اتكلم مع الاطفال ولذلك انا اكره نفسي، مع انه لدي اصدقاء كثر لكني اخاف ان افقدهم بسبب تصرفاتي وخجلي فهم احيانا يفهون اني لا اريد التحدث معهم وانا في الحقيقة اتمنى ان اتكلم وكثيرا واكون من يقود الحديث لكن للأسف،قد يكون من الاسباب كون أبي يعلق علي كثيرا ويسخر من الاشياء التي احب القيام بها منذ الصغر فاصبحت لا اعبر عن نفسي واشعر اني دائما خطأ وانه ليس من المفروض ان اعبر عن نفسي حتى لا يسخر مني ابي ، بدأت اشعر ان حياتي سوف تضيع وحقوقي كذلك واتمنى الموت احيانا ولا اشعر بقيمة للحياة .
اهلا بك يا ابنتي واريدك ان تعلمي أولا: انت لست وحدك في قضية الخجل هذه، والخجل صفة سلبية وليست حميدة فالحياء هو الفضيلة والخجل رذيلة معوقة ومانعة وقابضة للقدرات. يعني عندما تدركين أنك لست الوحيدة على الأقل تشعري وأن الأمر نوع من انواع القلق وهي تصيب عدد كبير من الافراد.ثانيًا: اعلمي انه سلوك وليس جينات وراثية بل مكتسب مما يعني أنه قابل للتغيير، وهذه نقطة هامة وحساسة وهي المفتاح فان اقتنعت انه يمكنك تغيير سلوكك وتطويره تكونين في الطريق الصحيح. ثالثًا: عملية التغيير ستصبح اسهل بكثير مع الايمان بإمكانية التغيير، يجب ان تنفضي كل الافكار السلبية وتعرفي ان الله يحب المؤمن القوي، وانت تتكلمين في امور علم مباحة وليس لغوا في الكلام، وان هذا سيؤثر مستقبلا على قدراتك في العمل والتعبير عن رأيك، وقد قيل أنه لم يعد هناك مفرا من مخاطبة الجمهور في حياتنا العملية. ثالثا: وتوصلت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة تشابمان عام 2014 إلى أن الخوف من مخاطبة الجمهور هو المسبب الأكبر للرهاب لدى الخاضعين للدراسة، إذ ذكر 25.3 في المئة منهم أنهم يخافون من التحدث أمام جمع من الناس. إلا أن هذا الخوف ربما يحد من فرصك في الحصول على المهنة المناسبة، إذ توصلت دراسة أجريت على 600 موظف عام 2014 إلى أن "القدرة على التواصل اللفظي" جاءت على رأس قائمة المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل، في حين جاءت "مهارات الخطابة والعرض" في المرتبة الرابعة، أما المهارات الإدارية المعتادة مثل "الأنشطة الإدارية" فقد جاءت في مؤخرة القائمة. حيث أن مهارات العرض والخطابة من المهارات الأساسية التي ينبغي تعلمها والتدرّب عليها. إذ يشترط الآن في الكثير من المقابلات الوظيفية، أن تعرض مهاراتك وتقدم نفسك أمام لجنة من المسؤولين حتى يتم الموافقة عليك. وانت قطعت شوطا في ادراك صفاتك والعمل على تطوير ذاتك الان جاء دور التطور ودور التقدّم وتحسين الأداء، هناك تدريبات خاصة تعتمد على الحديث امام العامة او فن الالقاء وهو ما يجب ان تركزي عليه وتتخيلي انك عندما تتحدثين مع شخص وكانك تقومين بعمل تقديم عرض، ولهذا يجب ان تكوني ذكية ومنتبهة وتأخذي نفس عميق ولا تخافي، لان الخوف كما اسلفت يذهب حقك، ولو قلت بلطف وادب من فضلك لو سمحت الثمن كذا واعطيتك كذا او من فضلك هذا لي لو سمحت وشكرا، وبطريقة مؤدبة جدا، وصدقيني لا يضيع الحق واحد يطالب به، خذي نفسا عميقا وتيقني بان لا احد يموت من الرد او التعبير عن ذاته واريدك ان تتدربي على الوقوف وانت رافعة راسك وشدي كتفيك واشعري بالراحة والثقة بالنفس وتكلمي بهدوء وانظري في عين محدثك وتكلمي بأدب واستعيني بمفاتيح القلوب وهي الابتسامة وستكون الامور بخير. واخيرا اريدك ان تهتمي بنفسك ومنظرك واناقتك ونظافتك وهندامك العام، وصحتك وتغذيتك ونومك وكل هذه الأمور يعني ان تدللي ذاتك جسديا ونفسيا. ثم سنبدأ بوضع كل الأمور التي ستعملين عليها ومنها الثقافة لأنك لن تكوني متحدثة وشيقة وجاذبة الا ان كنت مثقفة وعندك زخم من المعلومات واخر الاخبار والمستجدات ولهذا يجب ان تعرفي الأمور والمواضيع التي يتحدث بها اصحابك وتبدئي بتخصيص يوميا وقت صباحي ووقت مسائي للقراءة ومتابعة الأخبار وتفهمها والحديث بها. الامر التالي اسلوب الحديث ومهارات التواصل وهي الاستماع والاصغاء وفنونه وعدم المقاطعة ولغة الجسد ومخارج الحروف والكلام بطريقة واضحة وهادئة وواثقة وقريبة الى القلب والامر الاخير هو الاخلاق يجب ان تكون اخلاقك عالية ولا تسمحي لا في نميمة ولا استغابة ولا كذب ولا الالقاب ولا اعراض الناس، وتكوني صادقة وواثقة وفيك حياء وغير حشرية ولا تتدخلين فيما لا يعنيك، وتكوني بشوشة ولطيفة ودمثة بشكل عام، جربي وتابعي معي في اي تفاصيل اخرى في رسالة قادمة وربي يوفقك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك