المشكلة: أنا شاب في أواخر العشرينات، كنت مقيمًا مع والدتي وكنت أعمل في القطاع الخاص، وفجأة مرضت والدتي وبعت شقة صغيرة كنت أملكها لزواجي وعالجت أمي، ولكنها توفيت بعد ذلك، وتوقفت الدنيا بالنسبة لي لمدة ثلاث سنوات. لم يكن لدي هدف في الحياة وكنت أشعر باليأس والإحباط، حتى رأيت فتاة جميلة وتعلق قلبي بها، كنت بدينًا فبدأت أهتم بصحتى ووزني، ونجحت في ذلك، ثم اكتشفت أن هذه الفتاة سيدة مطلقة، وأنا لا مشكلة عندي في ذلك لكنني متوجس من رد فعل إخوتي فالرفض متوقع، لكنني بدأت أدخر لشراء سيارة للعمل عليها، وأنا الآن متردد لأنني غير جاهز ماديًا للزواج، لكن ذلك ممكن خلال عام، ماذا أفعل، هل أفاتحها في الأمر أم ماذا؟
الحل: أقدر مشاعرك لفقد والدتك وصدمتك التي أقعدتك بعيدًا عن الحياة لهذه المدة الطويلة وأرجو أن تجد عبر السطور التالية ما يكون عونًا لك على اختيار القرار المناسب. أن تتوقف بك الحياة لثلاث سنوات يا عزيزي ثم تتجاسر وتعود أنت إليها أمر جيد، من الجيد أنك تجاسرت، ولكن الصدمات خصوصًا "الفقد" هي من أشد صدمات الحياة ألمًا وتأثيرًا، والنفس يا عزيزي ليست شيئًا جامدًا، صلبًا، فأنا لا أدري إلى أي مدى امتصت نفسك صدمة الفقد، وهل تعافيت منها أم أنك دفنت مشاعركالسلبية، التي هي ربما تنتظر الفرصة للقفز في شكل قرار غير جيد أواختيار حياتي غير مناسب، الخوف من عدم تمام التعافي من الصدمات يكون في هذه يا عزيزي، من التأثيرات في اللاوعي التي لا نشعر بها، ونعتقد أن مجرد خروجنا للحياة هو "التعافي"! أما الزواج من مطلقة فليس هو المشكلة إن كانت "شريكًا" مناسبًا لك بالفعل، وكانت بينكما مساحات توافق وانسجام تؤدي إلي زيجة مستقرة وموفقة هذا هو المهم في الاختيار يا عزيزي، لذا لابد أن تتعرف إليها، وأن تخبرها عن رغبتك الجادة والمستقيمة في اتخاذها زوجة، واستعداداك المالية التي أنت بصددها وخططك، ولتدع عنك آراء الناس، ما دامت كفؤً لك، وطيبة الخلق، وذات دين، نعم، دع عنك آراء الناس أقارب وأباعد، فهذه حياتك أنت، وقرارك أنت، والمهم أن تعطي نفسك فرصة لإختبار مدى كونه قرارًا صائبًا ومناسبًا بالفعل لك، وليس مجرد تعويض لفقد الأم، ومعاناة الوحدة وما شابه يا عزيزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك