المشكلة: أنا طالبة في كلية الطب، أحببت كثيرًا من الذكور في فترة مراهقتي، حب برئ، كما يقولون "من بعيد لبعيد"، لم أتكلم مع أحد منهم نهائيًا، وجرحت كثيرًا لأنهم لم يشعروني بالحب كما أحببتهم!. وعندما التحقت بالجامعة كنت أدعو الله أن يجعلني أحب الشخص المناسب الذي سيكون زوجي، ولا أتعذب مرة أخرى بحب وهمي وضائع، حتى جاء يوم ونبض قلبي لأحدهم، زميل خلوق، كنت أتعامل معه ويتعامل معي في حدود الدراسة لكنني تسرعت وصرحت له بإعجابي، وكلما تكلمت معه ازددت حبًا له وهو يعلم أني مغرمة به لكنه لم يصرح لي بشيء، وأنا حساسة وصحتى تتدهور، وأدعو الله كل ساعة أن يحبني، هل أظل أدعو أم ماذا أفعل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي: ما مررت به في فترات مراهقتك يا عزيزتي فهو حاصل ووارد للجميع في هذه المرحلة العمرية، فالإعجاب والانجذاب بين الجنسين هو الطبيعي، لكنه يبقى "حب مراهقة" بلا مسئولية وبلا إلتزام يا عزيزتي لا ماديًا ولا معنويًا، حب غير مكتمل، وغير ناضج. وما حدث معك يعود إلى سمات شخصيتك المرهفة، شديدة وسريعة التعلق، وإن كان هذا مقبول في المرحلة السابقة على مرحلتك يا عزيزتي، فهو الآن يشكل خطرًا عليك، على اختياراتك، وعلى تعبيرك عن الحب لمن ينجذب إليه قلبك، فعدم "قيادة" المشاعر والسيطر ة عليها تقود إلى المهالك، نعم، وأرجو ألا يزعجك ذلك أو يخيفك، لكنها المصارحة التي لا مناص منها، فأنت الآن مقبلة على أمر "مصيري"، الحب الآن في مرحلتك هذه يا عزيزتي يعني "الزواج"، والزواج ليس هذا الذي تشاهدينه في الأغاني والأفلام، كما أن الارتباط بـ "رجل" ليس أيضًا بهذه السطحية والسذاجة التي نشاهدها عبر الدراما، الأمر يحتاج إلى مزيد نضج نفسي ومشاعري منك يا عزيزتي. يمكنك ذلك، فهو ليس مستحيلًا، التثقيف مهم، التعرف على ذاتك مهم، التثقيف بشأن ما أنت مقبلة عليه، ماذا يعني الزواج، وما معنى "العلاقة" وكيف تكون صحية ومستقرة ، وماذا عن "الرجل" ما هي الاختلافات النفسية، وكيف يمكن التعامل بشكل صحي لصالحك ولصالح العلاقة معه بدون التورط في شيء غبر لائق أو غير مناسب، إذ لابد أن تكون "المشاعر" متبادلة، وليست من طرف واحد، وأن تتخلصي من "قلق" عدم الأرتباط أو التأخر في الزواج الذي يبدو مسيطرًا، كل ذلك تحتاجينه يا عزيزتي قبل "التلهف" على الارتباط، بالصورة الشديدة التي تقعين تحت ضغطها ووطأتها الآن، والتي أخشى أن تصيبك بضرر نفسي جسيم وأنت لا تدرين، ادعو الله ولا تتوقفي يا عزيزتي، ولكن ادع بـ"الخير" أن يرزقك الله به، أيًا كان وأينما كان وكيفما كان ، وليس شخصًا ولا شيئًا بعينه، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك