انا فتاه أبلغ من العمر 22 عاما قد تمت خطبتي منذ 8 أشهر لشاب طريقة التعارف عليه كانت تقليدية نظرا لكوني بفضل الله ملتزمة بتعاليم ديني وأيضا خطيبي كذلك. وبعد أيام من خطوبتي سافر خطيبي للعمل في إحدى الدول العربية وبقى لنا التواصل من خلال الهاتف. خطيبي بفضل الله وكما يبدو لي إلى الآن أنه إنسان ذو دين وخلق فمنذ بداية خطوبتنا لم يضايقني مرة واحدة لكن سؤالي يا سيدي متعلق بأهل خطيبي. فمنذ بداية خطوبتنا وأنا أشعر بشي غريب تجاه أهله وأعلم أن منزلهم مليء بالمشاكل وكنت أتصور أنه شيء عادي، ولكن المفاجأة كانت لي عندما زارتنا أم خطيبي زيارة مفاجأة وكانت في وضع نفسي سيئ وأخذت تشتكي من والد خطيبي وتقول أنه إنسان سيء الخلق ويهينها ويضربها أمام أبناءها، وأيضا أنه إنسان بخيل ولا يريد الإنفاق عليها وأيضا كانت تشتكي من علاقته الغير مشروعة من سكرتيرته وهذا مما زاد من خوفي. فضلا عن كون أم خطيبي في أغلب الظن مصابه بحالة نفسية وأظن أن هذا الزوج السيئ هو الذي تسبب في إيصالها لهذه الحالة، أنا لا أعلم الكثير عما يدور في منزلهم ولكن خطيبي نفسه أخبرني من قبل أن له أخ سيئ الخلق وعاق بوالديه. وسؤالي الآن هل تنصحني بالإكمال في الخطوبة على الرغم من مشاكل أهل خطيبي والتي أخشى أن تنتقل إلى بيتنا في المستقبل علما بأن خطيبي إنسان بار جدا بأهله ولا يريد أبدا إغضابهم؟ سؤالي الثاني: هل بالضرورة أن يكون خطيبي مثل أبيه ويعاملني مثلما يعامل أباه أمه علما بأن خطيبي يتحدث عن والده دائما بإعجاب شديد؟ وسؤالي الأخير: كيف أتأكد من قوة شخصية خطيبي وعدم اتصافه بالبخل على الرغم من سفره الذي يساهم أكتر في عدم وجود مواقف بيننا لأحكم بها عليه والذي يزيد من قلقي؟
إن قرار الزواج لا يملكه إلا صاحبه، أي الشخص الذي سيتزوج، لا لشيء إلا لأنه قرار خاص به وبحياته، وباختياراته، وبأولوياته، وبنظرته للحياة، وبأهدافه فيها. أشياء كثيرة تجعلنا نختار فلانا أو فلانا تبعا لها وانسجاما معها، فليس منا أحد يستطيع أن ينصحك بأن تكملي أو تفسخي.. هذا أولا. ثانيا: سؤالك الآخر أصعب؛ فالحكم على الأشخاص يتم بالتعامل معهم، والدراسات النفسية قد تخمن وتستنتج، ولكن يبقى دائما الواقع واللقاء والتعامل هو المحك الرئيسي والأول للتعرف على شخصية أي إنسان، فنحن نقرر أن من ينشأ في تلك البيئة سيكون غالبا على هذا الشكل، ولكننا نقول غالبا؛ لأنه مع النفوس الإنسانية لا شيء يكون مؤكدا أو حتميا، وإلا ما كان ابن سيدنا نوح كافرا ولا زوجته من أسوأ النساء؛ لأنه بالمنطق كان من المفروض أن تكون ملاكا وأن يكون ولدها قديسا. لكن تعالي نناقش ما لدينا من معلومات.. ما رأيته وتابعته مع هذا الشاب حتى الآن جميل ورائع، ولكنه ما زال غير كاف.. كما أخبرتك المحك الرئيسي هو التعامل وجها لوجه في مواقف حقيقية، وهذه المواقف هي دليلنا الوحيد على أغلب طباعه وتركيبات شخصيته.. فستعرفين وقتها إن كان بخيلا أو كريما، أو عنيفا أو مهذبا.. أو غير ذلك؛ لأن الإنسان قد يتظاهر بغير طبيعته لفترة، ولكنه لا يستطيع ذلك في كل المواقف.. فسيظهر طبعه أو إشارات إليه رغما عنه.. فإذا كان لا يحمل أي هدايا في أي زيارة فهو ليس مجاملا بالتأكيد وقد يكون بخيلا.. وليست الهدايا بقيمتها المالية بل بمعناها، فلا يشكل فرقا إن كانت حلوى أو شيكولاتة، أو فاكهة حتى. وإن تعانف على السائق في الطريق لأنه تباطأ أو طلب مبلغا كبيرا أو أي مشكلة مما يستجد في الطريق أغلب النهار؛ فهو شخص عصبي وعنيف، وهكذا. لا أريد أن أكثر من الأمثلة لأنها أيضا ليست دليلا دامغا؛ فهي تختلف من شخص إلى آخر، ولكني أردت فقط أن ألمح إلى أن كيفية التعامل القريب مع الخاطب هو الوسيلة الوحيدة للتعرف عليه، طبعا مع الاحتفاظ بكل القواعد الشرعية. أما أسرته ودرجة تأثيرها عليه فهذا أيضا ستتعرفين عليه من التعامل معه؛ فالبر بالأهل ليس معناه بالضرورة التأسي بهم.. ولكنه نوع من التعبد والتقرب إلى الله. نأتي للنقطة الوحيدة الحساسة في الموضوع وهي إعجابه الشديد بوالده الذي قالت عنه والدته ما قالت أو كما قال مالك في الخمر، ولكننا في النهاية سمعنا من طرف واحد.. ولا يجوز الحكم بذلك؛ فربما والدته تبالغ أو تتخيل.. ولقد قلت إنها مريضة نفسية، فربما هذه خيالات أو هلاوس. ونحن أيضا لا نؤكد ذلك؛ فربما هو كذلك فعلا.. ويكون حديث خطيبك عنه بإعجاب هو نوع من البر والاحترام؛ إذ إنه من غير المنطقي أن يذكر مساوئ أبيه أو يشير حتى إليها. إذن ما دام إنسانا ممتازا مناسبا فسيظل التعامل القريب والاحتكاك في مواقف متفرقة هو الحكم الوحيد على شخصية أي إنسان، فاستخيري وراقبي جيدا، وحاولي أن تتعرفي على من سيشاركك كل حياتك.. ثم اتخذي قرارك على نور ومعرفة بما له وما عليه.. والله يوفقك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك