المشكلة: أنا فتاة أريد الزواج من خطيبي الذي أحبه ويحبني، لكنني اضطررت لبيع ذهبي لمساعدته في تكاليف البيت والمهر، وأخبرت أهلي أن ذهبي ضاع مني. والآن أصبحت أسرق أشياء ثمينة من بيتنا، ومن ممتلكات أمي حتى أساعده ونتزوج، لأنه بلا شغل، ولو تأخر عن الموعد المحدد مع أهلي لإتمام الزواج من الممكن أن يفسخوا الخطبة ويتم رفض خطيبي كزوج. أنا أشعر بالذنب لأنني أسرق أهلي وأمي، وفي الوقت نفسه أريد أن أتزوج خطيبي ولا أفقده، ماذا أفعل؟
الحل: أقدر مشاعرك وصراعاتك بين رغبتك في تلبية احتياجك لوجود زوج في حياتك، وشعورك بخداع أهلك ووالدتك وأرجو أن تجدي ما يعينك على الهداية لمراشد أمرك. مشكلتك تبدو بالفعل محيرة وصعبة يا عزيزتي، وهكذا نحن عندما نطلق العنان لمشاعرنا فنتركها تقود تصرفاتنا وأفعالنا، عندما يقودك حصان جامح يا عزيزتي لابد أن نصاب، والعكس يحدث إن أمسكت أنت بلجام هذا الحصان الجامح وتوليت أنت القيادة! ما أنت فيه يا منال بسبب تركك اللجام لمشاعرك، أضف إلى ذلك تلبسك لدور "المنقذ" لخطيبك، وليس هذا فحسب بل استسلام هذا الخاطب لوضعه، كونه بلا عمل، وموافقته الضمنية على مساعدتك له وبهذه الطريقة غير الشرعية . أنت بحاجة لوقفة كبيرة للنظر بعمق في حقيقة هذه العلاقة، وهذه الشخصية التي سترتبطين بها في علاقة مصيرية. إن ألف باء الرجولة يا عزيزتي هي "المسئولية" ، فهل خاطبك يتحلى بهذه الصفة؟ وما هي دلائل تحليه بها؟ . إن حقيقة الأمر أنك تقدمين نفسك له على طبق من فضة، في تنازل واضح ومبين ولن يضر أحد سواك، عاجلًا أم آجلًا، تقدمين نفسك "رخيصة" وهي غالية، وفوق خسرانك نفسك تقدمين أيضصا دلائل على استعدادك خسارة أهلك ومن يهمهم أمرك!! إن العلاقة السوية يا عزيزتي سواء كانت علاقة زواج أو غيرها لا ينبغي أن تتلبسي فيها دورًا غير دورك كزوجة أو خطيبة، في تحديد واضح للحقوق والواجبات، أما تلبس دور المنقذ فلن يغرق أحد سواك، ليس فقط لأنه ليس دورك ولكن لأن الطرف الآخر سيستمرئ تلبسك لهذا الدور، وستعيشين معه العمر في عذابات الإنقاذ، في حين أنك تغرقين . ضعي حدًا لما تعيشينه من وضع غير لائق بك ولا بأهلك يا عزيزتي، أخبري خاطبك بحقيقة ذلك كله، وأنه عليه هو أن "يتصرف" ويتحرك ويوجد الحلول، ويتحمل المسئولية، ويقوم بدوره في اتمام الزيجة وانجاحها، وإلا فالفسخ خير لك، ولا تجعلي احتياجك الفطري أو النفسي ( وهو حق لك اشباعه) طوقًا يخنقك وبنفسك تضعينه، فاشباع الاحتياج حق، ومطلوب، ولازم، ولكن بالطرق الصحيحة والصحية لا الملتوية والبائسة، لأن هذا عين الخداع للنفس، ومنتهي الإجرام في حقها.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك