المشكلة: أنا فتاة عمري 27 سنة ومنذ تخرجت من الجامعة وأن يتقدم لي العرسان، وبالفعل تمت خطبتي 3 مرات وفي كل مرة كان غالبًا يتم الفسخ بسبب المشكلات المادية، على الرغم من البدايات الجميلة، والوعود بأننا سنبذل جهدنا لنكمل حياتنا معًا، والمشكلة أنني أصبحت خائفة من تكرار التجربة، لقد كرهت كل شيء، مشاكل تجهيزات بيت الزوجية، ومشاكل تجهيزات الفرح، تدخل أهل العريس وأهلي، الضغوط والنكد، كرهت كل شيء وأصبحت لا أثق في أحد وأفكر ألا أتزوج، لقد أصبحت الدنيا سوداء.. ما الحل؟
الحل: أقدر مشاعرك المحبطة بسبب تكرار فشل تجربة الخطوبة وأرجو أن تجدي عبر هذه السطور ما يغير أفكارك ويريح بالك. في البداية يا عزيزتي لابد أن تعلمي أن ما يحدث هو أمر لابد منه، بمعنى أن هذا القرار المصيري في الارتباط بفلان كزوج وما يسبقه من مراحل التعارف والخطوبة لابد أنها ستتسم بالبدايات الجميلة حيث تغمرنا مشاعر الغموض والرغبة في "أن نعيش اللحظة"، وأن نكتشف الشريك، وهذا كله جميل وجيد، ولكنه كأي شأن من شئون الحياة سيكدره أشياءً أخرى. بعد قليل سيتدخل الأهل، ويتم اكتشاف الطباع ومدى انسجامها أو نفورها، وتصادمها، واختلاف الآراء، والحديث عن الماديات والإمكانيات والتجهيزات، وهذه كلها أمور تسفر المناقشات حولها وفيها إلى معارضات ، واختلافات، وطرقًا أخرى للتعامل بعيدًا عن المشاعر، والعواطف، والأحاسيس. إنها"التعقيدات" يا عزيزتي ودواعيها، وكلما كنت محلقة في المرحلة الأولى في سماء المشاعر، ولحظات الحب، وكلما كان سقف توقعاتك عاليًا، كلما بعدت عن الأرض، وتوهمت أن هذه الفترة ستطول أو أنها ستلطف التعقيدات، كلما فقدت الشعور بالأمان وكان الأمر صعبًا عليك. والحل هو التريث والتأني بعد القبول في المرحلة الأولى، وذلك بأن تعطي نفسك في المرحلة الثانية فرصة كافية لمعرفة الشخص الذي تودين الارتباط به معرفة جيدة، ولا يكون هدفك وبذلك وسعيك لإنجاح الأمر بأي طريقة، وهو ما تقع فيه معظم الفتيات فتصاب بالصدمة لو حدث الفسخ. لا تتعاملي مع الخطوبة على أنها بوابة حتمية لإتمام الزواج، فهي شرعًا "مجرد وعد". تعاملي معها هكذا، توقعي كل شيء وأي شيء، هذه التهيئة مفيدة نفسيًا، حتى تكوني "أنت" خلال هذه الفترة، فمحاولات الإنجاح ستدفعك غالبًا لتقمص شخصية أخرى غير شخصيتك الحقيقية، غالبًا ستجدين نفسك تقومين بدور المنقذ، والإرضائي، وسيتم ذلك على حساب شخصيتك، ورغباتك الحقيقية من العلاقة، وهذا كله مجلبة لعدم الرضى، والتوتر، وزيف العلاقة. فكري يا عزيزتي في هذه الأمور جيدًا، وراجعي طريقة تفكيرك في المرات السابقة، ستجدين أن هناك خطأ ما تكرر، أدى إلى النتيجة نفسها، وليس مجرد الحديث في التجهيزات والماديات، فمن الواضح أن الشريك لا يصمد في كل مرة ، وربما يعود ذلك لرغبتك في انجاح الزيجة على الرغم من عدم مناسبة الخاطب لك، وتمسكه بك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك